في رفيف رؤيا
غَرّرْ بِخَيْلِ الظُّنُون
وَاقْتَحِمْ أَمْوَاجَ بَيَاضِي
غُصْ بسَيْف حِبْرِكَ
مُدَّ أَشْرِعَةَ الْأَخْيِلهْ
اُسْلكْ مَا تَشَاءُ فِي عِقْدِكِ مِنْ شُمُوسٍ
وَمَا تَشَاءُ مِنْ أَسْئِلهْ
اُسْكُنْ فِي رَعْشَةِ شَفَةٍ عَاشِقَهْ
أَوْ فِي شَفِيفِ مَعْشُوقَةٍ رَاعِشَهْ
خَضِّبْ كَفّكَ بِاسْتِعَارَاتٍ بِكْر
وَاصْحَبْ لِخَدْرِكَ
الْكَلِمَاتِ السَّاحِرَات
إِذَا خَلَوْتُ بِهِنّ
تَرَاءَيْتُ فِي الْمَرَايَا
لَكَ النُّبُوءَاتُ
لَا تُكَذِّبْ رُؤْيَاكَ
وَاقْرَأْ فِي اللَّوْحِ مَا وَهَبَ لَكَ الْإِشْرَاقْ
وَمَا فَاضَ بِهِ الْكَمَانْ
وَمَا تَكَشَّفَ مِنْ خَلِلِ أَهْدَابِهِنَّ
آبَاؤُكَ وَقَفُوا بِالطُّلُولْ
دَمْعُ آبَائِكَ مَازَالَ
عَلَى أَسْتَارِ الْكَوْنِ لَآلِئْ
عَشِقُوا
وَلَمَّا احْتَرَقُوا
أَوْرَقَ بِهِمْ صُبْحُ القَصِيدْ
آبَاؤُكَ رَحَلُوا
فِي رَفِيفِ رُؤْيَا
فِي بَيْدَاءِ وَمَاءِ الْعِبَارِهْ…
إخْوَتُكَ
شَيَّعْتُهُمْ إلَى الظّمَأ
سُكَارَى
أَنَا خَمْرُكَ الْمُبَاحُ
أكُونُ لَكَ فِي أَيِّ لَوْنٍ
أَتَدَفَّقُ
فِي كُلِّ رُوحْ
فَتَى مَنْبِجَ والمَوْصلِ
عِطْرٌ منَ الشَّامِ
يُضِيءُ فِي الرِّياح
يَنْهَمِرُ
ذَائِباً فِي دِجْلَةَ والفُرات،
ظَمْآنَ على أبْوابِ الموْصِلِ
يَطْرُقُ القلُوب
يَسْكُنُهَا العِطْرُ
الأميرْ
تَكَادُ تُضيءُ النَّارُ بِجَوانِحِي:
يا فِتْنَةَ السُّلافة
إنْ سالَتْ لهيبًا أحْمَر
على الشِّفاه
إنْ أوْرَقَتْ
ضوْءاً حَارِقاً
في الجَوانِحِ
إنْ ذَرَّتْ ما خَلَّفَتْهُ اللَّواعِجُ
منْ حِجَى الفَتَى الغرِيرْ
يا فِتْنَةَ السُّلافه
إِنْ أَلْقَيْتِ الشَّاعِرَ في جُبِّ المجاز
يا قَرْحُ ، لمْ يَنْدَمِلِ الأوَّلُ!
ولمَّا أفاقَ الفَتَى
مِنْ خُمَارِهِ
تَفَقَّدَ الرِّفاق
أطَلَّ
مِنْ شُرْفَةِ نَخْلِهِ
إلى المَفَازَةِ الخاويه
لمْ يَصِدْ طرْفُهُ
سِوَى أشْبَاحٍ
مَهْزومَةٍ، دامِيه
أهَذَا ختْمُ القُرُوحِ ؟
يا لَيْتَهُ…
يا ليْتَهُ.
هذه أشطر شعرية
لأبي فراس الحمداني:
رَكِبْتُ إلَيْهِ أعْنَاقَ الرِّياح
تَكَادُ تُضيءُ النَّارُ بِجَوانِحِي
يا قَرْحُ، لمْ يَنْدَمِلِ الأوَّلُ!
شاعر من المغرب
أمجد مجدوب رشيد