أبرز ما حققه الذكاء الصناعي في شهر مايو 2017
الذكاء الصناعي أكثر قطاعات البحث نموًّا، فلا يكاد يخلو يوم من خبر جديد يتعلّق بالذكاء الصناعي، هذا إن لم يوجد أكثر من خبر وإنجاز في اليوم الواحد، ولا يستغرب المرء من ذلك فالذكاء الصناعيّ هو المستقبل باختصار.
هذه المقالة ستحاول جمع أهم الإنجازات الّتي حققها قطاع الذكاء الصناعيّ في شهر أيّار الحالي، فتعالوا معنا في رحلة شيّقة جدًا.
ألفاغو يفعلها مجددًا:
إذا كنتم لا تعرفون ما هو ألفاغو فإني أنصحكم بقراءة المقالة التالية، وعلى العموم ألفاغو هو ذكاء صناعي تابع لغوغل وتحديدًا مخبر DeepMind، هذا الذكاء الصناعي قادر على تعليم نفسه بنفسه وتطوير مقدراته دون تدخل البشر.
يستطيع ألفاغو لعب الألعاب الإلكترونية بطريقة أبرع من البشر وهو مختص بلعبة “غو” الصينيّة الشعبيّة، حيث استطاع سابقًا هزيمة بطل أوروبا وكذلك “لي سيدول” أحد أفضل اللاعبين العالميين، ولكنه لم يكتفي بذلك، فأكمل مهمته في هذا الشهر وهزم المُصنّف الأول عالميًّا.
المنافسة بين كي جاي المُصنّف الأول في العالم وبين ألفاغو امتدّت على مدار ثلاث جولات منفصلة، في 24 و25 و27 من الشهر الحالي، ولم يستطع كي جاي تحقيق أيّ انتصار فيها; ليخرج ألفاغو بالعلامة الكاملة. ما يزيد الأمر دهشةً أنّ ألفاغو انتصر أيضًا على فريق مكوّن من خمسة من أبطال اللعبة معًا، لتعلن شركة DeepMind خبر اعتزاله وتفرغه للأبحاث الطبيّة بعد أنّ هيمن على لعبة غو. ما لنا في النهايّة إلّا أن ندعو له بالتوفيق في مستقبله.
للذكاء الصناعيّ محاولات سابقة فيما يتعلق بمجال الإبداع والابتكار، حيث استطاعت خوارزميات الذكاء الصناعيّ تأليف الأغاني والأفلام، والرسم والكتابة وكذلك تقليد الخطوط، وغيرها الكثير من الأمثلة. في هذا الشهر أضاف الذكاء الصناعي توليد الألوان إلى قائمة إبداعاته وابتكاراته، بالإضافة إلى إطلاق بعض الأسماء الغريبة على الألوان المبتكرة.
يقف وراء هذا الإنجاز باحثة في مجال الشبكات العصبونية تُدعى جانيل شان Janelle Shane، حيث قامت الباحثة ببرمجة خوارزمية تعليم آلة قادرة على توليد ألوان جديدة لم تكن معروفة مسبقًا، وإطلاق الأسماء عليها.
كان دخل الشبكة العصبونية عبارة عن 7700 لون موجود، وذكرت جانيل عبر مدونتها على منصة تبلمر بعض هذه الألوان مع بعض أسمائها الغريبة، واستنتجت الباحثة أنّ الخوارزمية مالت إلى اختيار ألوان قريبة إلى الرمادي والبني والبيج، وأنها سيئة جدًا في اختيار الأسماء!
الذكاء الصناعي يوّلد أصواتًا لم توجد من قبل:
بما أننا ما زلنا نتكلم عن الابتكار، فهذا الخبر ما هو إلّا تتمة لسلسة طويلة من الأشياء الّتي أبدعها الذكاء الصناعيّ من الصفر، فقد استطاع الذكاء الصناعي توليد أصوات جديدة كليًّا وغير موجودة بشكل سابق. نظام توليد الأصوات الجديد يُدعى “Nsynth”، وهو من تصميم فريق من المهندسين يعملون تحت مظلة غوغل.
يقوم نظام “Nsynth” بالاستفادة من ألف عينة موسيقيّة من ألف آلة موسيقيّة مختلفة، ومن ثمّ يقوم بمزاوجة كل أداتين مع بعضهما البعض ضمن خوارزمية معقدة، بحيث تستفيد خوازرميات الذكتء الصناعي من الخصائص الموسيقية للآلات المختلفة.
لا يكون الصوت النهائي الموّلد عبارة عن أصوات متعددة من مختلف الآلات، وإنما صوت وكأنه صادر عن آلى موسيقية جديدة، تأخذ خواصها الموسيقية من الآلات الألف مجتمعةً،
اختراع يحذرنا عن محاولة الذكاء الصناعي انتحال صفة البشر:
ما زال مستقبلنا في ظل وجود ذكاء صناعي واعٍ أمرًا مبهمًا لا يمكن التنبؤ به، وهذا ما يدعو البعض لاتخاذ إجراءات الحيطة والحذر لإبقاء الذكاء الصناعي تحت سيطرة البشر بغض النظر عن مرحلة الذكاء والعبقريّة الّتي قد يصل إليها.
من هذا المنطلق قام فريق من الباحثين بتصميم جهاز يُمكن ارتداؤه على الأُذن، مهمة هذا الجهاز هو تحديد ما إذا كان الكائن الّذي تحادثه بشر فعلًا أم لا، يعتمد هذا الجهاز على الشبكات العصبونيّة وقد تمّ تدريبه على العديد من العينات لأصوات بشريّة وأصوات موّلدة عن طريق الذكاء الصناعيّ.
يقوم هذا الجهاز بالاستجابة بطريقة مميّزة عندما يكتشف صوت غير بشري، وهذا الطريقة لا تعتمد على التنبيه الصوتي أو الضوئي وإنما على التنبيه عن طريق التبريد، كنايةً عن الحياة الباردة للكائن غير البشري، فغذا ما استشعر المستخدم برودة غير طبيعيّة في الجهاز; عليه الهروب فورًا أو الاستعداد للمواجهة!
الفٌضول هي الصفة البشريّة الّتي قادته إلى كل الاكتشافات والابتكارات الّتي قام بها، والّتي لم تكن لتوجد لولا حب الاستطلاع والرغبة في اكتشاف المجهول، ولكن ما رأيكم في نقل هذه الصفة إلى الذكاء الصناعي، حتى يوجد في المستقبل روبوتات فضولية.
الأمر ليس مزاحًا، لأنّ مجموعة من الباحثين في جامعة كاليفورنيا الأمريكية استطاعوا تحقيق ذلك وتمكنوا من تدريب الذكاء الصناعيّ على حب الاستطلاع. واختبروه بنجاح عن طريق لعب الألعاب الإلكترونيّة كلعبة سوبر ماريو مثلًا.
جوجل تتجه نحو الاعتماد الكليّ على الذكاء الصناعي
حمل مؤتمر جوجل للمطوّرين العديد من المفاجئات، وما يهمنا هو حديث الرئيس التنفيذي لجوجل ساندر بيتشاي عن نهج الشركة المستقبليّ والّذي يتمحوّر حول تقنيات وخوارزميات الذكاء الصناعي وتعليم الآلة، حيث تسعى جوجل إلى جعل كل خدماتها ذكيّة بشكل أو بآخر.
لعلّ منصة Google Lens خير دليل على توجهات الشركة، فهي منصة تعتمد بشكل أساسي على الذكاء الصناعي، وتهدف إلى جعل الكاميرا في الهاتف الذكي كمساعد شخصي متعدد المهام، فيكفي تشغيل الكاميرا وتوجيهها نحو العديد من الأشياء ومن ثمّ ستظهر لك معلومات عديدة عنها، مثل تقييم المطاعم والأماكن الأثريّة وغيرها.
نحن في العصر الذهبيّ للذكاء الصناعيّ
مؤسس موقع أمازون جيف بيزوس له اهتمامات تكنولوجيّة واسعة تعكسها تصريحاته المستمرة، ففي آخر تصريح له قال:
إن ما نعيشه الآن هو العصر الذهبي للذكاء الصناعي، حيث حُلّت العديد من المشاكل بفضل الذكاء الصناعي وتقنيات تعليم الآلة، هذه المشاكل كانت تُعدّ خيالًا علميًّا في السنوات الماضية.>
قال بيزوس كلماته هذه في الحفل السنوي لرابطة الإنترنت في العاصمة واشنطن، وأعطى معالجة وفهم اللغات الطبيعية والرؤيّة الصنعيّة كأمثلة على المشاكل الّتي استطاع الذكاء الصنعيّ حلها وتجاوزها، وأكدّ بيزوس أيضًا على أننا يجب أن لا نخاف على مستقبلنا مع الذكاء الصناعي، بل على العكس تمامًا.