2من اصل3
وهذا أيضًا هو ما يبدو عليه المكان ذو الجدران الأسمنتية الملطخة بألوان متعددة بشكل عشوائي كأن بعض الأطفال مروا من هنا وسكبوا الألوان على الجدران ولعبوا في مرح يضفي روحًا مبهجة على المكان فيشع إشراقًا مميزًا من بين الأركان.
ورغم عدم استخدام أورال حاليًا للمكان مقرًا لإقامته فإنه يقوم فيه بإنتاج أعماله ويستخدمه صالة عرض مفتوحة فريدة من نوعها حيث إن المصمم تركه على حاله كمنزل يضم غرفًا للنوم وللطعام ومطبخًا وركنًا للقراءة وجميع التفاصيل الأخرى التي يضمها أي منزل. يبدو المكان في حد ذاته كلوحة مجسمة يشعر الزائر بأنه بداخلها يتحسس تفاصيلها ويلمس جدرانها وكأنها تدعوه للدوران فيها مرات ومرات بدون توقف وكأن لا بداية ولا نهاية للمكان. اعتمد أورال في جزء كبير من تصميمه على إعادة تدوير الحامات خاصة الألوان التي رغم حيادتها وشحوبها إلا أنها بتجانسها مع عناصر أخرى مثل النباتات المتناثرة بوفرة بأشكال وبأحجام مختلفة في جميع الأركان تجعل المكان يبدو كامتداد لخضرة الجبل من حول المنزل المتصل بالطبيعة في حالة من الحيوية والحياة وربما هذا هو سبب عدم وضع أورال ستائر إطلاقًا في المنزل، فلماذا يضع ما يحجب حالة الاتصال الرائعة بين الداخل والخارج وكأنهما شيء واحد يستمد منه كل ما يحتاجه كرتوش لتصميمه. فهناك دائمًا حالة من اللاثباتواللاكمال أو اللامنتهى التي يريد أورال أن تنطبع على المكان وأن تعكسها الجدران الأسمنتية أو تلك التي يكسوها طلاء باهت لم يكتمل مع قطع أثاث وديكور بسيط وعملي لا يتبع طرازًا معينًا فهو بين القديم والمعاصر في تصميم يبدو وكأنه في حالة حركة دائمة ولم يكتمل بعد بل ينتظر المزيد. أو قطع من أماكن أخرى مثل بساط أتى به المصمم من منزل في المغرب أو من باكستان، فتحمل رائحة بشر آخرين عاشوا في أماكن مختلفة من العالم.
