2من اصل3
والمتأمل لأعمال الدسوقي سيكشف بسلاسة نقاء الألوان التي يعتني باختيارها جيداً وأحياناً ينتقي درجات بعينها مهتماً بجودتها التي تجعل لوحاته أكثر نضارة على المدى البعيد. يصف ذلك قائلاً “شغفي بالألوان الزيتية يصل إلى حدود الهوس بتفاصيلها وأنواعها ومكوناتها.. وهي الخامة ذات القدرات الكامنة التي تعطي بمقدار امتلاك المصور لمهاراته.. فقد تكون مسطحة وضحلة لأبعد الحدود، وقد تكون ذات أعماق وطبقات وغنى بلا أفق، الألوان خامة تكشف وتتحدث نيابة عن المشاهد في إيضاح بالغ وكاشف لإمكانات وقدرات من يتجرأ على الاستهتار بها.. وهي نوعية الألوان الكاشفة لكل إيقاع ولكل قدرة ولكل خيال، هي من تعصى على المتوسط وتلين لخيالات القادر من إضافة وحذف.. من كشط وشفافية.. من ضربات فرشاة جريئة ومرحة، هي عميقة عمق المصور.. رزينة رزانته، هي إيقاع فني يكاد يفوق في متعته إيقاع الواقع”.
ويسلط الضوء على التكوين السحري للظلال، الذي يخلق انسجاماً مختلفاً بين النور والعتمة؛ مما يتيح فرصة المشاركة بديلاً عن التصادم، فأعمال الدسوقي قد تثير إحساساً بالغموض، ولكنها أيضاً تبث الهدوء والسكينة فأعماله نبع للحلم.. لا لليقظة.. للخيال.. لا للعقلانية.. وللروح قبل الجسد.