علّمي طفلك كيف يدافع عن نفسه من دون عنف

حين يغضب طفلك من رفاقه، يركلهم أو يشدّ شعرهم أو يصفعهم على وجوههم… لا بدّ إذاً من تعليمه كيفية التصرف برقي أكبر مع الرفاق من دون اللجوء إلى العنف.

يميل طفلك إلى التصرفات العنيفة عند تعاطيه مع الرفاق، ولاسيما عند الشعور بالانزعاح منهم. والواقع أن الاستجابة بالعدائية هي تصرف طبيعي وشبه حيواني عند الولد الصغير الذي لم يتعلم بعد أصول التصرف. لذا، لا بد من تعليم الطفل الصغير كيفية الدفاع عن نفسه من دون اللجوء إلى العنف.

الكلام بدل الضرب

الكلام هو الصفة التي تميّز الإنسان عن الحيوان. لذا، من المهم تعليم الولد الصغير أهمية اللجوء إلى الكلام أولاً عند تعرضه لأي اعتداء. يملك الأطفال لغة خاصة بهم للتعبير عن غضبهم وامتعاضهم، وعدم قبولهم بما يجري حولهم. هكذا، يعمد بعض الأطفال إلى قول “لا” فقط، فيما يبدأ أطفال آخرون بالتلفظ بعبارات مسيئة للآخرين.

علّمي طفلك أن يسأل الآخرين الذين يزعجونه عن سبب تصرفهم السيء. فهذه فرصة للحوار وفهم أسباب الخلاف. إذا تعرض طفلك للضرب من رفيقه، مثلاً، علميه ألا يضربه بالمثل بل أن يسأله عن سبب تصرفه العنيف هذا، ويحاول أن يفهم منه سبب غضبه.

في الاتحاد قوة

لا شك في أن الحصول على دعم الأصدقاء هو مساعدة  نفيسة لطفلك. فالأصدقاء يرفعون المعنويات، ويعطون الشجاعة لمواجهة المعتدي، ويوفرون الحماية، ويساعدون على اتخاذ القرار الصحيح في ردة الفعل.

لكن لسوء الحظ، يعمد الأطفال غالباً إلى الوقوف بجانب المتنمر بدل الضحية، بسبب الخوف أو الإعجاب ربما. في هذه الحالة، يمكنك تعليم طفلك كيف يطلب المساعدة المباشرة من أصدقائه في حال تعرضه للاعتداء. ذكري طفلك دوماً بأنه ليس وحيداً، بل هناك الكثير من الأشخاص الآخرين الراغبين في مساعدته.

تقييم ردة الفعل

قد يصعب على طفلك عدم الاستجابة باعتداء جسدي عند تعرضه لاعتداء جسدي. هنا، يكمن دور الأهل في تعليم الطفل كيفية التفكير ملياً قبل القيام بأية ردة فعل عكسية. علّمي طفلك أن الاحتجاج الكلامي أقوى أحياناً من كل الضرب والركل، إذ قد يفلح في تجميد المعتدي في مكانه وجعله يتوقف عن متابعة اعتدائه.

طلب المساعدة من الكبار

إشرحي للطفل الصغير الذي يتعرض للاعتداء من قبل الآخرين أنه لا مشكلة أبداً في طلب المساعدة من الأهل والكبار إذا أحسّ نفسه وحيداً، أو كان الاعتداء عنيفاً جداً عليه، أو لم يفهم سبب الاعتداء أصلاً. فسّري له أنه لا حاجة إلى طلب مساعدة الكبار في كل مرة، وإنما فقط عند الضرورة، حين يجد نفسه عاجزاً فعلاً عن الدفاع عن نفسه.

 

m2pack.biz