1من اصل2
يستلهم النحات المصري ، أحمد عسقلاني ، أعماله من التراث المصري القديم ، و يقدمه مضفراً بتوليفة من العادات و السلوكيات الإجتماعية ، مستفيداً من نشأة ببيئة صعيدية خالصة ، بالقرب من معابد الأقصر الشامخة ، التي شكلت هى و الحضارة التي تنتمي إليها نبعاً لا ينتهي من الإلهام الذي يصب لدى عسقلاني و يحول إياه إلى أعمال تجريدية تعكس نقداً إجتماعياً ، أو أعمالاً تهدف إلى إشاعة بهجة خالصة ، كما في آخر معارضه ” فرس النهر البرمائي ” .
يشكل معرض عسقلاني نقطة تحول في أعماله ، فهو أشبه باستراحة و نقلة من الأعمال المجردة ، التي اشتهر بها و تلاعب فيها باحجام و نسب تماثيله و منحوتاته ، إلى أعمال يغلب عليها المرح ، و الخفة مبتعداً عن التجريد و المفاهيم و الخامات الصعبة التطويع ، لأجل خامة أسهل و موضوع أكثر اختلافاً هدفه هو تحقيق المتعة لدى المتلقي ، و إشاعة بهجة خالصة في كل من يشاهدها من الكبير للصغير . يتكون المعرض الذي أقيم بجاليري مشربية بوسط القاهرة ، من 31 منحوتة تصور جميعها فرس النهر في أوضاع و مشاهد مختلفة ، و تتراوح أحجامها بين الضخم الذي يقترب من الحجم الطبيعي إلى الحجم الصغير الذي يمكن احتواؤه بين إصبعين فقط .
تتراص أفراس النهر التي نحتت بأشكال مرحة ، و حمقاء أحياناً في صفوف بالقسم الأول من العرض و كأنها مشاهد في فيلم رسوم متحركة تصور حياة ذلك الكائن الذي قدسه قدماء المصريين ، و ارتبط لديهم بالنيل . تلهو بعض أفراس النهر معاً و تقترب بعضها من أمها و تداعبها ، بينما يمسك آخر بجهاز لوحي و هو راقد ممارساً هوايته الأثيرة ، في الكسل و الخمول بمسحة إنسانية إذ ينكب على جهازه متصفحاً الإنترنت ، بينما بعضها الآخر يبتسم في بلاهة للكاميرا الأمامية لهاتف نقال إستعداداً لإلتقاط ” سيلفي ” ،