عيوب الفن المعاصر

فقره1
فقره1

1من اصل2

 

تشهد كل دورة اقتصادية (10- 12 سنة) نمو إحدى المدن، مثل ازدهار مدينة لندن في الستينيات، ونيويورك في السبعينيات، وطوكيو في الثمانينيات، وكل من سنغافورة وهونج كونج ودول النمور الأسيوية السع في التسعينيات، ودبي مع بداية الألفية الجديدة، وأخيرا باكو (أذربيجان) خلال السنوات الأخيرة.

وفي ظل النمو الذي تشهده مدينة ما تنمو ثروات الأفراد… وبعد إشباع رغباتهم الفسيولوجية وحاجاتهم الاقتصادية والاجتماعية (وفقا لترتيب ماسلو الهرمي للاحتياجات- السلوك التنظيمي 101) تأتي الحاجة إلى إشباع الشعور بالذات ومن ثم يظهر جامعو الأعمال الفنية ورعاة الفن. مع وجود هؤلاء كمحركين للسوق- الذين يمتلكون الأموال لكنهم يفتقرون إلى معرفة وفهم الفن- تظهر فئة جديدة من أنصاف الموهوبين على الساحة. وهم ليسوا أكثر من ممارسين للحرف الفنية تسعى للحصول على المكاسب من أصحاب الأموال. وبالتالي يصبح معدومو المواهب- الذين لا يعرفون كيف يستخدمون الفرشاة- خبراء ووكلاء أو أوصياء على الفن.

الشرق الأوسط… شهدت منطقة الشرق الأوسط فترة نمو منذ عام 2000، حتى أواخر التسعينات لم يكن هناك إلا عدد قليل من المعارض في منطقة شمال أفريقيا وبلاد الشام وعدد أقل في بلاد الخليج العربي. لكن تغير المشهد بشكل مفاجئ، فعلى سبيل المثال أصبح حي الزمالك بالقاهرة ممتلئا بمحلات بيع المنتجات الفنية كذلك في منطقة وسط المدينة، كذلك في لبنان بدأ ظهور عدد كبير من المساحات التي تعرض “أي شيء” كمنتجات فنية، ونظرا لتضاؤل حجم الأموال في كلتا المدينتين، ظهر عدد من المنظمات غير الهادفة للربح لتعيش على التمويل الذي تحصل عليه من الكيانات الأجنبية مثل “مؤسسة فورد” “مؤسسة برايس كلوز” “بروهيلفيتيكا” وغيرها. وظهر نمو هذه المعارض في مدينة دبي، التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، بشكل ملحوظ حيث زاد عددهم من أقل من عشرة إلى 70 معرضا خلال خمس سنوات، ماذا تبيع هذه المتاجر؟ الإجابة ببساطة: إنهم يبيعون أي شيء ماعدا المنتج الفني، وظهر ذلك بوضوح من خلال جودة المنتجات الفنية والأسعار الفلكية التي تعرض بها..

m2pack.biz