لا غنى لمجلة البيت عن هؤلاء المصورين المحترفين المتخصصين كوسيط بصرى غاية في الأهمية ليس فقط لمصاحبة المضمون وشرحه بل لإظهار في أبهى صورة ممكنة, أبهى بمعنى الأقرب إلى الحقيقة دون تلاعب في الألوان أو المسافات أو الاحجام. لكل مصور بالطبع اختياراته في وضع الكاميرا وزوايا التصوير ومقدار الإضاءة ودور النور الطبيعى أو الاصطناعي والتقاط التفاصيل, لكن يجمعهم في النهاية محاولة تقديم وإبراز ما تراه أعينهم لا ما يتصوره عقلهم أو ذوقهم الخاص. يطوعون عدستهم لتستقبل ما هو موجود أمامهم فعليا. يبحثون عن أطياف درجات الظل من القاتم جدا إلى المنير قليلا حتى تلاشيه ليخلى محله لانعكاس الضوء ساطعا لامعا. فالتصوير الفوتوغرافى ــ مشتقة من اليونانية وتعنى الضوءـــ أو التصوير الضوئي هو فن الرسم بفعل الضوء. لذلك يقررون أن لكل فراغ وكل مساحة أو طراز أسلوبا خاصا للتعامل معه يتماشى ومحتواه.
والمصور المحترف لا يعتمد على الإمكانيات التكنولوجية
الرقمية للكاميرا فحسب بل على إحساسه الخاص بالمكان ورد فعله لما يحيط به. ولكى يتمكن المصور المهنى من آلته تماما لابد وأن يكون قد أكتسب خبرة التصوير اليدوى, مثل الفنان التشكيلى الذي يتعلم قواعد وأساسيات الرسم حتى يتمكن من تجاوزها. هكذا أيضا بالنسبة للمصور الذي يود ضبط الكاميرا حين يريد تحديد الأسلوب الملائم للتعامل مع فراغات ومساحات وطرز لها خاصية مميزة. كما تساعده قوانين التصوير على التأكيد على العلاقات التي تنشأ بين المساحة والفراغ ومكونات الفضاء المسكون أو المجرد. ساهموا مصوروا مجلة البيت الموهوبون, إلى جانب سياستها التحريرية, بدور جوهرى, فعال وعضوى في إثراء الصحافة المتخصصة وجعل مجلتنا الأهم في المنطقة.
منحة البطراوى
