علاَمة بيروت
د. أحمد غلبي أديب وباحث من لبنان
بفيض من الحبْ والتقدير أكتب لكم عن الشيخ مصطفى الغلاييني (1944- 1885). وأراني خجلاً من هذا اللبناني العربي الكبير، لأني اعتزمت الكتابة عنه منذ زمن بعيد، ولكن الظروف والأهواء كانت تصرفني عنه المرة تلو المرة: مع أني، إبّان هذا الانقطاع الطويل، حبْرت مئات الصفحات عن هذا الأديب وذاك، وخططت معالجا هذا الموضوع وذاك؛ وظل الشيخ الغلاييني بمنأى عن الوقوف عنده، مع أن الوفاء، الذي أدعي أني فطرت عليه، يقتضيني أن أسوق للقارئ العربي سطوراً حافلات عن هذا العلم البيروتي الأصيل.
وإذا كنت في عدد سابق من “العربي” الغراء (مايو 2015) قد حدثتكم عن أديب بيروت المبدع محمد عيتاني، وختمت مقالي عنه بدعوتكم إلى إزجاء الشكر لقلمي المتواضع، لأنه عرفكم، في غالب الظن، على كاتب تجهلونه على العموم؛ فإن الأمر ربما يتضاعف هذه المرّة، ووطأة الذنب عندي شديدة، لأننا غمطنا الشيخ مصطفى الغلاييني حقه المشروع، وهو، في تاريخنا الأدبي والثقافي، الشاعر الجليل، واللغوي الفذ، والوطني العريق.