وتختلف مسميات (البابور) باختلاف البلدان العربية، ففي مصر يقولون (بابور أو باجور) وفي بلاد المغرب العربي والشام يطلق عليه (الباخرة) بينما في اليمن يسمى (السيارة).
ونحن في مصر دائمًا نطلق عليه اسم (الباجور) وليس (البابور) حيث يقوم كثيرون بتعطيش الباء جيمًا، فيقولون (الباجور) لذا نجد (باجور الزلط) وهو الذي يقوم بتسوية وهرس أسفلت الشارع، وباجور السكة الحديد) أي القطار، و (الباجور) وهي مدينة بمحافظة المنوفية في دلتا مصر، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى التسمية التاريخية ببجور، ومن أشهر أبنائها الشيخ إبراهيم الباجوري شيخ الجامع الأزهر في الفترة من 1847 إلى 1860.
ومن أشهر الأقوال التي كان (البابور) سببًا في انتشارها: (الدنيا فونية والزمن كباس) أي إن الدنيا مثل (فونية البابور) أحيانًا سالكة وأخرى مسدودة، وتحتاج كل فترة إلى نفس جديد أو تحايل عليها بالضغط بالكباس كي تستمر في السير، وكان يقال: (رجل صوته عال مثل البابور) أي صوته مزعج، ويقال: (رجل لا يوجد لديه جاز أو انتهى جازه) وذلك لمن لا يشغل عقله، وقد استخدم (بابور الجاز) في عديد من الأعمال السينمائية، وخاصة عندما تختنق البطلة نتيجة أحد مواقفها الحيادية البائسة، وتقوم بإفراغ جازه على جسدها وإشعال النار في نفسها، وكان هذا المشهد دائمًا يؤلمني، إلا أن أشهر الشخصيات التي حصلت على شهرة واسعة شخصية، (حسن وابور الجاز) والتي جسدها الفنان الراحل نجيب الريحاني من خلال فيلمه الشهير (لعبة الست).
وكذلك أغنية الموسيقار محمد عبد الوهاب الشهيرة: (يا وابور قولي رايح على فين) من كلمات الشاعر أحمد رامي، و (البابور) هنا يعني القطار البخاري وليس (البابور) المنزلي.
وسيظل عقلي الصغير يتذكر أن منطقتنا العربية هي بابور بدن العالم، لأنها ترقد على ثلثي بتروله، ولا أعرف السر في انطفاء شعلة لهيب (البابور العربي) الآن، فربما يحتاج إلى (نفس) أي (ضغط وحماس جديد وقوي بكباس الشعوب العربية)، التي تبحث عن التطور والظهور على سطح الأرض، وربما تكون (فونية) الوطن العربي مسدودة وتحتاج إلى (إبرة) كي تسلك طريقة لخروج هذا المارد مشتعلاً من باطن الأرض ومفجرًا كل الطاقات.
-موقد يعمل على (الكيروسين) الذي يطلق عليه عامة الناس اسم (الجاز).