الرؤى الجديدة كالضوء، تنطلق بسرعة وتنير الطريق نحو المستقبل.. تحتاج لأن يتبعها إصرار وجهد وتحد، حتى تترجم إلى واقع ملموس، يحقق أهدافها بشكل فعال وعملي قابل للتنفيذ، وبأسلوب يضمن مفهوم الاستدامة الذي أصبح الفكرة السحرية التي يدور العالم في فلكها بعد أن أدرك أهميتها للأجيال القادمة.

تواصل مجلة البيت تقديم فصول “حكاية المصرية” على صفحاتها والتي بدأتها نهاية العام الماضي، وفي ملف “رؤى جديدة” نلقى الضوء على المبادرات المتنوعة في مجالات التصميم والفن التشكيلي والصناعات اليدوية والحفاظ على التراث وإعادة تدوير الخامات، سواء تكمن المبادرة في الفكرة أو المفهوم أو حتى في الموقع وأسلوب التنفيذ، فهي مبادرات جسدت رؤى أصحابها الجريئة والمتمردة على ما هو مألوف، فرسمت خطاً متيناً يستمد قوته من القديم بكل ما يحمله من تراث لا يعوض، وينطلق إلى المعاصرة دون أن يتنازل عن هويته ولغته المصرية، خط يتجه نحو المستقبل فيزداد ثراءً وقوة كلما تكثفت حوله القوى الساندة والمشجعة، فتلكك الرؤى والمبادرات الطازجة، والمحملة بأفكار واعية هي أهم ما نحتاج إليه الآن.

استشارت البيت في إعدادها لملف “رؤى جديدة” أربعة عقول مصرية خاض كل منها تجربة كفاح، ويحمل خلاصة خبرة النجاح على الصعيدين المحلي والعالمي، وهم المعماري طارق أبو نجا، والمصمم محمد سعيد، والفنان إيهاب اللبان، والمصمم شريف مرسي. فقاموا بإلقاء نظرة متعمقة على ساحة الإبداع المتنوعة، ليخرج الملف في 20 صفحة تقدم مجموعة من الشخصيات الشابة والمؤثرة حقق كل منها رؤيته في مجاله.. بالتأكيد هناك آخرون، لكن يبقى هذا الملف رمزاً لما تدخره مصر من طاقات قادرة ومواهب صامتة وأفكار إيجابية تمهد طريقاً مستقبلياً في الاتجاه الصحيح.