رفضها لمبدأ التغريب الذي أصاب الكثير من الشباب وسيطر على مظهره وأفكاره وأدى إلى اندثار تراثنا العربي وأصالتنا كان هو نقطة الانطلاق للمصممة يسرا ياسين لتبحث عن شيء مختلف عن ذلك الفكر القادم من الغرب من خلال إبداع شيء غير نمطي، صناعة مصرية.

بعد تخرجها  في كلية الفنون الجميلة عام 2002 عملت يسرا في مجال التصميم الداخلي لعدة سنوات بعدها جاءت مرحلة تصميم الأثاث إلا أنه في عام 2009 وأثناء مشاركتها في إحدى ورش العمل بمركز الحرف التقليدية وجدت متعتها الحقيقية في العمل اليدوي ومزج الخامات المختلفة لتكوين منتج مميز بخامات طبيعية ومصرية كما عثرت على ضالتها بين طبقات من الحضارات والأحداث المتعاقبة على مصر وتاريخها الطويل فقررت إزاحة الستار عن تلك الثروة والبحث داخلها عن مزيد من الإلهام، فهي ترى أن الشعب المصري بطبيعته له ملمس خاص ومميز عن باقي شعوب الأرض تكون عبر العديد من السنوات والأحداث المتعاقبة، فقط يحتاج لمصمم يستوعب تلك الطبقات ويبحث بينها. ترى يسرا أن الابتكار هو أهم ما يحتاجه التصميم المصري والصناعات اليدوية وهو في حد ذاته مخاطرة تحتاج إلى الكثير من الدراسة لأن المبتكر يجب أن يقدم منتجاً غير مسبوق على أن يلائم احتياجات الناس.

عناصر الإلهام ليست هي الصعوبة الحقيقية التي تواجه يسرا ياسين في تصميم مجموعاتها من الأثاث والمنتجات، فخيالها الخصب لا يتقيد باتجاه ثابت وإنما يتحرك بخفة ومهارة ليحول أي عنصر جمالي حولها إلى تصميم جديد ومميز، وبالتالي فهي أيضاً لا تلتزم بخامة واحدة لكنها تختار الخامة التي تناسب فكرتها.