1من اصل2
هناء مكاوي، تصوير فوزي مصرللي
وكأن النيل يمر خصيصًا من هنا ليلقي التحية على جيرانه.
عندما طُلب منها تصميم منزل بإطلالة مباشرة على النيل،
قررت المصممة ألا يكون هناك عائق أمام رؤيته، وأن يقوم
تصميمها كله من منظور واحد وهو أن النيل هو البطل مهما تكن
التحديات… وقد كان.
ب «بيت على النيل» هو أصدق وأقرب وصف يلخص حال هذا المنزل المطل على النيل بكل معنى الكلمة. فهي شقة في الدور الأول بمبنى قديم يعود تاريخه إلى أربعينيات القرن الماضي، تقع على كورنيش منطقة الجيزة، أصرت مصممتها «هالة إمام» على أن تستفيد أقصى استفادة من إطالتها الفريدة وأن تجعل النيل حاضرا داخل الشقة من كل اتجاه. وللوصول لهدفها، استلزم الأمر منها الكثير من الجرأة لأنها ببساطة أزالت جميع جدران المنزل ليصبح كله عبارة عن مساحة واحدة كبيرة ومفتوحة.
مع أول خطوة داخل المنزل يستشعر الزائر أنه انتقل إلى مكان مختلف، ليس بجسده فقط بل بذهنه وتفكيره أيضا، مكان قادر على التحكم بالحالة المزاجية وجعلها في أحسن حالاتها. فتصميمه يعتمد على مفهوم أساسي يدور كل شيء من حوله وهو أن «هنا… النيل هو البطل» كما تقول هالة، وجاء التصميم كله في خدمة هذا المفهوم. فبعد إزالة جدران جميع الغرف والبلكونات أصبحت الشقة تبدو وكأنها تراس كبير مطل على النيل من خلال واجهة زجاجية ممتدة من الأرض حتى السقف وبعرض الشقة كلها، بالإضافة للنوافذ الزجاجية الضخمة الموزعة على المكان.
تركت المصممة معظم أرضيات المنزل بدون سجاد حتى تبرز جمال الرخام المستخدم خاصة أنها لعبت في تشكيل بلاطاته.
مساحة المنزل 180 مترًا مربعًا ولكنه يبدو بمساحة أكبر بفضل انعدام الحواجز وامتداد الرؤية بانسيابية. وكذلك الإضاءة الطبيعية التي تغمر المكان بوفرة وتنعكس على لونه الفاتح مما يزيد من توهجه، فنشعر في النهاية وكأننا داخل كبسولة فضائية شفافة تطفو على سطح النيل. المنزل عبارة عن صالة استقبال كبيرة مقسمة إلى أربعة أركان.