3من اصل3
وأحسن عصفور الاستفادة من هذا الحدث المصري الأبرز في إيطاليا هذا العام، ليضرب عدة أهداف بحجر واحد، فالتقى على هامش المعرض بوزير الثقافة الإيطالي، ومستشار رئيس الجمهورية الإيطالي لشئون التراث الثقافي، ونخبة من المسئولين عن الشأن الثقافي والمهتمين بالثقافة والفنون المصرية، متحدثاً عن استراتيجية وزارة الثقافة المصرية في الوقت الحالي، ومهمتها التنويرية التي تتصدى لها.
ومنذ الإعلان عن افتتاح هذا الجسر الذي عبر البحر المتوسط وكأنه يلقى بزهرة “اللوتس” المصرية في قلب الحضارة الرومانية، وفد الزائرون بكثافة لزيارة هذا الجناح المتخفى النادر، وتقول جيهان زكي: “لدينا جدول مكتظ بالأيام المتاحة لأطفال المدارس الإيطالية لزيارة المتحف، وهم من الفئات الهامة التي نستهدفها” ليصبحوا في الغد أبواقاً لتعظيم دور الحضارة المصرية القديمة في مسيرة البشرية”.
خطة دعاية محكمة أطلقتها إدارة الأكاديمية، لتنشر خبر إقامة هذا المعرض، سرعان ما تلقفتها الأجهزة الرسمية والمؤسسات الأهلية المهتمة بالشأن الثقافي في إيطاليا، لتتحول الأكاديمية المصرية للفنون بروما، إلى سفير ثقافي فوق العادة – ولتتردد أصداء كلمة “مصر”، في كافة المحافل الثقافية في العاصم الإيطالية العريقة.
ولن تتوقف حدود خطة الأكاديمية المرسومة لهذا المعرض عند هذا الحد، فوجود المستنسخات التي يسهل نقلها والتعامل معها، أتاح لها عرض ثلاثة نماذج منها في الجناح المصري الذي أقيم في قاع “الفيتوريانو” التي تعد أهم قاعات العرض في روما، وهو الجناح الذي افتتحه أيضاً وزير الثقافة بصحبة سفير جمهورية مصر العربية لدى إيطاليا، واستغل الوزير هذا المنبر ليوجه من خلاله رسالة إلى الغرب تحثهم على استدعاء التاريخ المصري العريق، والتأكيد على قدرة شباب المبدعين المصريين على مواصلة ما شيده أجدادهم، إضافة إلى سلسلة من الندوات تعتزم الأكاديمية إقامتها حول فكرة استخدام المستنسخات الأثرية في إقامة المعارض الخارجية، ومدى جدواها في ظل التحديات التي يموج بها عالمنا المعاصر، وتختتم جيهان زكي حديثها قائلة: “ولا يزال في جعبتنا الكثير.. سنفصح عنه في حينه”.