2من اصل3
بسلاسة لغتها، وعمق ورعب معانيها، تضع ليلى سليماني أولى خطواتها نحو “الخلود”، نظراً لحداثة سنها وفرادة أسلوبها الأدبي، على خطى “الطاهر بن جلون” و “آسية جبار”، و “ياسمنا خضرا”… وهي التي استفادت من تكوينها المتعدد التخصصات (في العلوم السياسية والاجتماعية والصحافة) لتقدم تجربة روائية منفتحة على المعيش والمستقبل، جاعلة من البؤس مدخلاً للفت الانتباه إلى تزايد حدة اللاتكافؤ واللامساواة في واقعنا المحموم.
إن مستقبل الكتابة الروائية الفرانكفونية، وتجديد الحوار المغيب بين الغرب والشرق؛ والشمال والجنوب، في أيد أمينة، إذا ما تم الوعي بكون الأدب قد أضحى اليوم أداة أساسية للوقوف عند تناقضات العوالم المعاصر وطبيعة الصور والتمثلات التي تحملها الأنا عن الآخر.
ما يجب الإشارة إليه، هو أن نجاح الرواية وترجمتها إلى عديد من اللغات الحية، سيدفعان كثيرا من المخرجين والمنتجين السينمائيين إلى التفكير في تحويل هذه الرواية إلى عمل سينمائي، وهو الأمر الذي سيفقد الرواية، لا محالة، خصوصياتها السردية وعمقها الإنساني، وسيعمل على “سوقنة” و “سلعنة” القيمة الأدبية للعمل، كما وقع مع كثير من الأعمال العالمية.