الوجه الآخر
2من اصل3
«لذلك بعد تفكير طويل وقع اختيارنا على تالا ميكداشي لحساسيتها وشعورها بالأماكن وتقديرها الصحيح للأبعاد والمساحات وقدرتها على الابتكار وإيجاد حلول لمعالجة أي عيوب في المعمار». هكذا
يوضح مالكوا المنزل سر اختيارهم لميكداشي. قبلت هذه الأخيرة المهمة وهي تشعر أنها أمام تحد لتحويل منزل متمرد وحزين إلى آخر مبهج يحتضن سكانه في سلام. أول قرار اتخذته ميكداشي هو عدم الاحتفاظ بالتكوين الأصلي للمنزل وتحويل الخمس عشرة غرفة المنفصلة التي كان يضمها المنزل إلى مكان واحد منسجم تجتمع فيه الأسرة في جو دافئ. فكانت المعادلة الأساسية التي بنت عليها المصممة تصميمها هي إزالة كل الحواجز وجعل المنزل كله عبارة عن مساحة كبيرة متصلة برشاقة بشكل يسهل التواصل بين قاطنيه مع الوضع في الاعتبار الحفاظ على الخصوصية. فاختفت الغرف الصغيرة الكئيبة المظلمة وحلت محلها غرف واسعة ومساحات كبيرة مفتوحة بلا أبواب تقليدية بل أبواب منزلقة تختفي في جيوب بالجدران. وحرصت المصممة على السماح بدخول أكبر قدر من الضوء الطبيعي للمنزل، لإنارته وتدفئته عن طريق تغيير الهيئة الصلبة للجدران بإزالة أجزاء كبيرة منها وتعديل أخرى
وخلق نوافذ ضخمة حتى في السقف وجعل غرفة المعيشة المنطقة المركزية بالمنزل، وتلتف من حولها باقي الغرف في شكل انسيابي حلزوني منفصل ومتصل في آن واحد. يرتبط الكل عن طريق سلم درجاته مغطاة بالأخشاب وجوانبه من الزجاج الشفاف والمعدن على طراز الآرتديكو. يبدو هذا السلم وكأنه معلق وليس ثابتًا، يلتف داخل المنزل بالكامل بدءًا من المدخل وحتى الطابق الثالث مرورًا بالطابقين الأول والثاني. غرفة النوم الرئيسية، وغرف الأطفال والضيوف، موزعة على الطابقين الثاني والثالث اللذين يضمان كذلك غرفة القراءة وحمامًا بين الطابقين. أما الطابق الأول فيضم غرفة الطعام التي تخطف البصر بالموتيفات المذهبة على الحوائط. ثم صعودًا مرة أخرى توجد مساحة كبيرة للمعيشة ملحق بها مساحة للمطبخ، ويعتبر أصحاب المنزل هذا المكان مثل القلب أو النقطة المحورية للبيت.