كلما اقتربنا من المنزل بدا وكأننا نسمع صهيل الخيول العربية ترمح ويختلط صوتها مع وقع ضرب راقصي الفلامنكو للأرض بأقدامهم.
فنحن في بيت مختلف يفرض حالة خاصة تشارك في نسيجها الموقع والتصميم الخارجي والداخلي للمنزل، فهو عبارة عن مزيج من كل شيء، متعدد الألوان والطرز، به حيوية متدفقة ويغمره الدفء فهو نموذج مصغر يعكس المكان المتواجد به ويتحد معه، يقع في ضاحية كارمونا بمدينة إشبيلية الإسبانية حيث يتعانق التاريخ العربي مع الغربي في صورة فريدة. ويعود بناء المكان للقرن السابع عشر حيث كان مخصصاً لإقامة الرهبان، حتى وصل ليد مالكة الحالي الذي يعتبره منزل المعطلات، نترك الحرية التامة للمصمم جافييه جونزاليز Javier Gonzalez لينطلق في وضع لمسات من إبداعه تظهر تفر المنزل وتميزه. “عندما شاهدت المنزل لأول مرة كان مهجورا ومهملا تماما ولا يشبه أي شيء على الإطلاق، لذا أنا سعيد بنجاحي في تحويله لمكان مميز وركن شخصي خاص جدا لمالكه”، هكذا عبر جونزاليز عن تجربته، فكما يوضح كان لابد أن يبدأ بإعادة توزيع المساحات عن طريق إزالة بعض الجدران وبناء أخرى، ثم أطلق لنفسه العنان ليضع ما يشاء أينما يشاء بحرية تامة دون التقيد بشيء سوى التأثير الذي يتركه وهو بعث الحياة من جديد في المنزل مع الحفاظ على الروح القديمة، فاعتمد في تصميمه على التنوع والمزج بين الأشياء، وهى الفكرة التي تبدر واضحة في غرف النوم التي تشغل الدور العلوي بالمنزل والتي صممت كل واحدة منها بهوية مستقلة تظهر اختلافها. فنجد أسرة حمراء ذات تصميم صيني يعود للقرن التاسع عشر ومقاعد فرنسية على سجاد تركي في إحدى الغرف، وفي غرفة أخرى يسيطر الطراز الإنجليزي على الأسرة والمنسوجات بالإضافة إلى سجاد من المغرب.