شاعر الوجوه
تصوير فوزي مصرللي
صوت وسط البلد، فوضى مقصودة وبعض النظام، طاولة داهمتها الألوان، ووجوه كبيرة اكتملت ملامحها وأخرى ما زال حبيسة الفكرة.. مشهد من مرسم «الأستاذ» عادل السيوي.
ي يعد الفنان عادل السيوي أبرز فناني التصوير المصري المعاصرين، اشتهر كرسام للوجوه التي يقارب فيها فن البوب أرت بنزعة مصرية خالصة، يراه البعض «شاعر البورتريه» وهو وصف يسهل الاستدلال عليه بزيارة مرسمه الكائن بوسط القاهرة.
ويعكس كل مرسم شخصية صاحبه، ففنان مثل عادل السيوي البارع في رسم الوجوه على مساحات كبيرة بدأ تجربته انطلاقا من رؤية جيل الحركات الطلابية المتمرد في السبعينيات لذلك لا يرضى في مرسمه بأناقة كاملة، يفضله مزيجا متجانسا بين فوضى محسوبة ونظام فعال، ربما لأن مرسمه يزاوج بين فكرة الورشة أو مصنع الأفكار وبين صالون كلاسيكي يلائم البناية التاريخية التي يسكنها في وسط القاهرة وإلى جواره مكتبة أغلب ما فيها كتب أدبية تظهر انحيازه للأدب وإيمانه بالتجاور بين الفن والأدب.
وفي المرسم يعمل الفنان على طاولة كبيرة اعتيادية ويطغى «الأزرق» والألوان النحاسية التي يحبها الفنان الذي لا يزال محافظا على افتتانه بوسط البلد، وعلى الرغم من الزحام الطاغي إلا أنه نجح في جعل مرسمه فضاء للعزلة مكتفيا بألفة الوجوه التي رسمها والتي تحرس جدران مرسمه وتصنع منها جدارية كبيرة أقرب ما تكون لأنشودة للبساطة.