2من اصل2
ما يميز الأسلوب الفني لسعادة مردم بك أنها تطور من أدائها، وتقدم خطوطًا بسيطة خالصة تقترب من التجريد رغم التفاصيل الصغيرة التي تتقاسم الأعمال (الطائرة والأرنب ونقوش الأثواب والحذاء المذكر والمؤنث)، كما لو كانت تريد أن تتوحد مع الطفل وتحاكي رسمه وتتلمس مشاعر البراءة الأولى في لوحاتها. فكما تقول: “الفن ابن الحدث، ومن المؤكد أن الحدث يؤثر في انفعالي ومن ثم يتحدد العمل”.
ورغم تطور الأداء مازالت مردم بك تتمسك بتقنيتها التي ميزتها منذ بداياتها أو بشخصيتها الفنية وذلك في معالجتها لسطح اللوحة، إذ تعطي طبقات اللون نوعًا من القدم والرؤية التاريخية للأعمال، كما تقدم أيضًا اللوحات الـ22 مستندة على ألوان الزيت والوسائط المختلطة. وفي لوحة كبيرة تكثف الفنانة اتجاهها وتكشف عن رسالة المعرض الاستعارية، حيث تقف الدمى الثلاث وقد ارتدين أحذية الأمهات وانتقلن بلا وعي إلى عالم الكبار، بينما في الخلفية تظهر خيوط تحيط بهن من كل جانب.. يتعثرن فيها ربما أو تهديهن مثل بوصلة إلى الطريق.. ترمز إلى المصائر المتشابكة التي توجههن، ولكن يظل لمس الأيدي واحتضان الدمى لبعضهن البعض هو مفتاح الخلاص، تتسع عيون الدمى الثلاث عن آخرها تنظر إلى الأمام، هناك حيث لا مكان للهزيمة في عالم سعادم مردم بك.