10 من أصل 10
- ولكنه ربما حاول أن يتحدث عن العمارة الإسلامية كاتجاه؟
- أزعم أنه لم يستطع أن يضع يده على روح العمارة المصرية أو أن يشعر بالمكان فأنت مثلاً عندما تقرأ لجمال حمدان في كتابه شخصية مصر وكتاباته عن الموقع والموضع وثنائيات/ الأخضر واليابس/ والزراعة والصحراء/ و/ والدلتا والوادي/ تجد أن تلك الثنائيات هي مفتاح التركيبة المصرية.
- هل معنى ذلك أن نقرر على طلبة العمارة في مصر دراسة جمال حمدان؟
- نعم لابد وأن يفهم الطالب جمال حمدان وجمال الغيطاني قبل أن يتعلم مبادئ العمارة ليكتشف كيف لمس هؤلاء شخصية مصر الجغرافية بتفاصيلها وتكويناتها.
- ألا ترى ان أي عالم مصري يسير في هذا الاتجاه يصل به المطاف إلى الانعزالية كما حدث للمرحوم جمال حمدان نفسه؟
- قطعاً لأنه كان ينادي في صحراء جرداء لا يسمعه أحد وإن سمعوا لا يفقهون ما يقول حتى أصبحنا لا نستطيع تحمل الاختلاف وانظر مثلاً ما حدث للدكتور نصر حامد أبو زيد وهذا أيضاً ينطبق على المعماريين حيث فقدنا لغة الحوار وجزء كبير من مجتمع فقد القدرة على الحوار فما بالك بالاختلاف.
- ما هي وجهة نظرك في الاتجاهات المعمارية الحديثة في العالم وانعكاساها على المعمار المصري؟
- نحن في مصر للأسف الشديد تابعون ومقلدون على طول الخط. حتى حسن فتحي لم يزد عن كونه صرخة رومانسية في نهاية القرن العشرين كرد فعل على انتقال العالم للبناء بمواد غريبة على العمارة المصرية. ولم يصبح يوماً صاحب نظرية معمارية جديدة وإنما حاول فقط إحياء تراث النوبة المعماري عندما نقل بناءه إلى الأقصر وهي ليست بيئته ولذا كان لابد أن تهجر لأنها ببساطة بيئة نقلت إليها ولم تنتجها ومع ذلك فأن تلاميذه أساءوا التصرف بتكرار نموذج القباب في مباني النوبة ليصبح موضة في قرى البحر الأحمر السياحية وفي غيرها وإنني لمتأكد أن حسن فتحي لم يكن يقصد ذلك وأن التلاميذ فهموا الرسالة خطاً تماماً. وكثيرون صوروه على أنه مهندس الفقراء بينما حاول فقط أن يؤكد العودة للبناء من المواد المحلية.