– هناء مكاوي، تصوير: يحيى العلايلي
1من اصل2
في قلب واحدة من أشهر بنايات القاهرة الفخمة المطلة على النيل، وجد المصمم نفسه أمام تحد لإبداع تصميم يلائم عبقرية المكان.
نجح المصمم في أن يرسم تعبير الاندهاش على وجه جميع أفراد الأسرة الذين تعرفوا بالكاد على المنزل فقد تركوه على حال ثم عادوا ووجدوه تبدل لحال آخر تمامًا.
“أريدك أن تفاجئني”، هذا هو الطلب الوحيد الذي طلبه صاحب المنزل رجل الأعمال من المصمم حسين راضي، حينما أوكل إليه تصميم منزله الكائن في الطابق الحادي والعشرين بفندق الفور سيزونز. اعتبر المصمم الأمر تحديًا لقدراته في تصميم يمثل السهل الممتنع لأن صاحب المنزل ترك له الحرية الكاملة ليختار التصميم المناسب وسافر متوقعًا أن يعود ليتفاجأ. وهذا ما حدث فعلًا فقد نجح المصمم في أن يرسم تعبير الاندهاش على وجه جميع أفراد الأسرة الذين تعرفوا بالكاد على المنزل. فقد تركوه على حال ثم عادوا ووجدوه وقد تبدل لحال آخر تمامًا. (كان لابد من أن أستعين بالمنزل نفسه ليساعدني، فتحاورت معه لمعرفة الشكل الذي يحتاج أن يصبح عليه تطبيقًا لنظرية “التحدث إلى الغرفة”)، هكذا يوضح راضي بداية قصة العمل مع هذا المنزل.
أول ما باح به البيت لمصممه كان الضيق والاختناق وقلة مساحات التخزين. فالمنزل تبلغ مساحته حوالي 150 مترًا ولكن الكثير من المساحات مهدرة بسبب التصميم المعماري لمبنى الفندق على أساس شكله شبه منحرف ذي زوايا غير منتظمة، تضيق في أولها ثم تتسع في نهايتها. وعند تربيعها بزوايا قائمة لبناء جدران مستقيمة للشقق السكنية أصبحت هناك مساحة كبيرة من الفراغ خلف الجدران. هذا الفراغ كان بمثابة كلمة السر التي ألهمت راضي لاستغلالها لخلق مساحات مجوفة مستخدمًا مواد مرنة في التشكيل مثل الجبسينج يورد داخل الجدران، فتم استغلالها لخلق مكتبة وإعادة تصميم الحمامات والمطبخ بشكل يعطي مساحة أكبر للمكان ويضيف أماكن جديدة لم تكن موجودة في الأساس. أما الجدران الداخلية فلم يتردد راضي في التخلص منها كلها فيما عدا ما يخص غرف النوم.