حالة جدال2من اصل3
وماهماً ومتأملاً ومتألماً أراد أن يكون طالباً في كلية الزراعة ولم يتمكن في ذلك الوقت من الالتحاق بها وكان احباط
أن يزرع الأرض سبباً أن يرتبط بعمارة الأرض. لا أملك رصيد معرفي مباشر أن اتحدث عن حسن فتحي حديث
الذكريات كما سمحت الظروف لأصدقاء أعزاء ومعماريين على مستوى مصر العالم تفاعلوا وتعاملوا وتتلمذوا على
يده وكانوا من مريديه فمنهم من صدق الوعد وأصاب وأخطأ ومنهم من جعل نفسه الوارث بحق يراد به باطل.
علاقتي به بدأت بالانكار من مؤسسة تعليمية درست بها وأساتذة معاصرين له وصفوا أعمال وفكر حسن فتحي في
زمن التغريب وما بعد الثورة الصناعية بمثابة التخريف “كون في الوقت الذي وصل فيه العالم للقمر لا يزال هناك
من يريد أن يبني بالطين” زملاء له من جيله انتقدوه ووصفوه كتجربة فاشلة. ولكن بمجرد تخرجي في عام 1984
ونزولي القاهرة وبدايات الاحتكاك بالمجتمع المعماري. ولأن في بعض الأحيان أو في معظم الأحيان لم نتعود على
البحث العلمي وإنما بالتلقي والعلم السماعي في زمن لم يكن فيه الشبكة المعلوماتية متوفرة للدراسة والبحث فقد
عرفت حسن فتحي بالاكتشاف.
أضعت فرصة لقاءه المباشر بغباء الجاهل المغيب. ودرسته وتدارست أعماله في الماجستير والدكتوراه وعندما طلب
مني عام 1990 في إنجلترا من خلال 19 جنسية مختلفة أن أقوم أنا كمصري بعمل محاضرة عن حسن فتحي
معماري العالم 1989 (لسنة وفاته). كان لابد أن أعود لكل المرجعيات ومعها تفهمت حسن فتحي كفكر تنموي. قبل
منتج معماري وكخوة اصلاح مصر في ذلك الوقت عندما اعتبر أن اصلاح مصر من يبدأ من صلاح القرية
المصرية ومن خلال دراستي قمت بنفس رحلة حسن فتحي من بلاد النوبة وأسوان والقرنة، وتدارست المشروعات
السياحية والمساجد والنماذج التي ادعت أنها حسن فتحي، وكذلك مشروع نموذج منزل حسن فتحي لشباب
الخريجين،