الفجوة بين معماري مبدع وعمران متردي 1 من أصل 3
1 من أصل 3
رئيس التحرير: علي داغر
هذه هي المرة الأولى التي التقي فيها مع القارئ، فلم تكن رغبتي إطلاقاً إلا إتاحة تلك المساحة لإعلام المعماريين للحديث حول العمارة والعمران الأهداف والمحددات والمتغيرات.. الخ.
لكن اليوم يبدو الأمر مختلفاً فالحديث يبدو ذي شجون وأيضاً ذي آمال عريضة في غد معماري أكثر إشراقاً، كما أن مجمل أحداث الوسط خلال الفترة الماضية بها الكثير من الضوء ولكن بها الكثير من الظلام أيضاً، ومن المربك وقد يكون من المؤسف أن تتلاقى المتناقضات وكأن بلادنا دائماً ما تحوي المتناقضين.
إن بدأنا في سرد ثنائيات التناقض في المشهد المعماري الآن يمكنك الحديث بلا توقف لساعات لسرد بعض أجزاء المشهد فبينما يتجلى الإبداع في أروع صوره يصدمك القبح أيضاً في أبشع صوره وأنت تسرد تلك الثنائيات المفرحة/ المؤلمة يمكن القول بأريحية أننا تلك البلد التي- تحصل على ثلاث جوائز معمارية لهذا العام من الاتحاد الدولي للمعماريين بينما وفي ذات اللحظة نحن أيضاً البلد التي لديها أعلى نسب التشوه المعماري حول المدن والقرى في أحزمة عمرانية ممتدة وغير متناهية من الفوضى المعمارية والعمرانية في الشكل وطبيعة الاستخدام، إن تعمقت أكثر في التفاصيل فسوف يدهشك أن مصر حصلت على جائزة من الاتحاد الدولي AIU في النقد المعماري/ بينما لدينا كتل معمارية تفتقر لأبسط قواعد علم العمارة ولا يمارس النقد المعماري حولها خشية أن يعتقد صاحب المشروع أن النقد موجه لشخصه لا لمشروعه. حصلت مصر أيضاً على جائزة أفضل وسيلة لتعليم العمارة/ بينما أي مطلع على وضع المناهج المعمارية داخل أقسام العمارة وطريقة تدريسها يدرك بسهولة أن منظومتنا التعليمية لا تحتاج إلى إعادة هيكلة فقط بل ربما تحتاج إلى نسف وإعادة بناء من جديد.