زومبيات العمارة
في أحد نقاشاتنا المتكررة سألت صديقي المعماري غسان جانسيز: “أليس غريبا ما يحدث من تركرا و”إعادة تدوير”
لمواضع الماضي الفنية؟ هل نفذت المواضع؟ هل وصلنا إلى هذا الحد من الإفلاس؟”.
فاليوم يمكن لأي شخص أن يقلب في قنوات التلفزيون، أو أن يتصفح مواقع الإنترنت بحثا عن أي مجال من مجالات
الفن والابتكار وعن أي إنجاز فني، سيلاحظ بسهولة أن جل ما يتم تقديمه على أنه “الصيحة الجديدة” أو “الابتكار
الجديد” هو ببساطة “إعادة إخراج” لمفاهيم وتصورات وحتى أشكال تم خلقها في الماضي؛ فموضة أزياء الخمسينيات
والستينيات والسبعينيات والثمانيات جميعها تتناوب على ممرات العرض، ولكن في قماش جديد وألوان جديدة.
ويتم التغزل بإنجازات الماضي “ذات اللمسة العصرية”- المصطلح الذي يثير في كل أشكال الاستفزاز- كذلك
تصاميم المفروشات تعود من أيام الباهاوس ومن جوارير المصممين الأجداد ليعاد تقديمها ب “الحلة الجديدة”، ولا
ننسى عشاق العمارة “الإسلامية” أو “العربية” أو أيا كان المصطلح المناسب لها، أيضا لابد أن تعود متنكرة بوشاح
الحاضر “العصري”، ومن وجهة نظري، الحال ليس أفضل بالنسبة للعمارة العالمية أيضا؛ لكن هذه لم تعد الإحياء
طبعا، لكنها اختارت الطريق الثاني الذي يؤدي إلى “نفس الطاحون “؛ والتفسير سيأت لاحقا، لكن ما أريد قوله أنني
سألت هذا لصديقي، فكان جوابه مختصرا.
مصر ليس لها هوية معمارية في الوقت الحالي
قالت المهندسية داليا السعدني، أحد أهم 100 مهندس معماري في العالم، والمرشحة السابقة لوزارة البحث العلمي،
إن “مصر ليس لديها هوية معمارية في الوقت الحالي” لافتة أن التلوث البصري الذي نشهده في ل مكان يحتاج إلى
قوانين لكبحه، حسب قولها.
وأضافت السعدني، في حوارها على فضائية “دريم 2” أن “الدارسين للتاريخ يعلمون أن الازدهار يتبعه تطور
معماري وهوية مستقلة عن أي مرحلة سابقة؛ بحيث يكون هناك تناغم لإظهار هذه الفترة كفترة مستقلة عن سابقتها
وتابعتها”. على حد تعبيرها.
وطالبت السعدني ، بجود لجان معمارية للمعماريين ودارسي التاريخ، بحيث يكون هناك قوانين صارمة وصبغة
واحدة للهوية المعمارية وشخصية قوية للدوية، مؤكدة أنها طلبت من الطلاب جامعة الإسكندرية أن يكتشفوا من
خلال المباني العامة في الإسكندرية هوية المدينة.
وأوضحت أنه “لا يحزنها كثيرا أن ترى هوية للمباني في تونس ولا تراها في مصر من خلال المباني” منتقدة أن
“ينتشر القبح في كل مكان بمصر”، حسب قولها.