4من اصل4
أعلى يمين في غرفة نوم الوالدين السرير عبارة عن مطبة.
أسفل يمين على الحائط قبقاب قديم كلمسة من الماشي.
يسار أحد الممرات التي تلخص معنى البساطة.
الماضي، تخلصت المعمارية مريم قرشي من فكرة البناء بالطين، بعد أن راودتها في البداية، فلم تصبح من الأولويات. إذ تتطلب وقتًا في العجين والتجفيف. لذا تم البناء بحجر قارون والأسمنت الأبيض مع تغليفه بمادة طينية للحفاظ على المظهر الخارجي اليدوي. أما بالنسبة للتصميم الداخلي فقد اختارت المنحنيات والتعرجات والابتعاد عن الزوايا الحادة حتى يكون بيتًا مليئًا بالحنان ليحتضن من بداخله. أما بالنسبة للمخطط فقد اختارت الرسم الهندسي لمسجد السلطان حسن حيث المسقط الأفقي يقوم على عمل علاقة تربط بين الجزء المستقيم والجزء المائل، “هي لعبة” تقول عنها مريم. وحتى لا يصبح تقسيم الفراغات شبيها بالشقق الاعتيادية، قامت معماريتنا بجمع المطبخ وقاعة الطعام يسارًا وغرف النوم في الجهة الأخرى بميل 45 درجة، مما أحدث “حاجة ظريفة” وفق تعبيرها. ولما كان أصحاب البيت قد أتاحوا لهها فرصة الإبداع كما يحلو لها فقد استعارت من العمارة الإسلامية فكرة الحرم الذي يسبق البهو أو القاعة فقامت بتنسيق مدخل غرفة نوم الوالدين بحيث لا ينكشف السرير عند الدخول ووضعت في هذا المدخل خزانة كما هو الحالي في العمارة الداخلية الحديثة التي تخصص جزءاً منفصلاً عن الغرفة لتخزين الملابس والأحذية.
ومن أفكار مريم قرشي التي أعطت للبيت شخصية مميزة هو التفافه حول الحوش الداخلي، مما أكد على حميمة المعيشة بين مختلف فراغاته. ومن العوامل الأخرى التي أضفت الكثير من الإنسانية على روح البيت هو استخدام بلاط قديم من السبتية وعروق خشب من مصنع تم هدمه بالإسكندرية وكذلك شبابيك منازل عتيقة من السبتية أيضًا.
لقد نجحت المعمارية مريم قرشي مع احترامها لطبيعة المكان ورغبات أصحاب البيت نجحت في رسم دار حبة تزاوج فيها الطابع الريفي البسيط مع مستلزمات الحياة الحديثة.