المعماري المصري 2من اصل3
علي داغر
أول ما نلاحظه هو التفاوت الفج في جودة التصميم ما بين شرائح هذا القطاع، فبينما تتميز المناطق
المخصصة للإسكان الراقي بالتصميم الجمالي للواجهات ومراعاة التباعد المناسب بين الكتل،
الأمر الذي يعطي شكلاً جمالياً لها – رغم التحفظ على الكثير من تفاصيلها – سوف يدهشك أن
ترى الفقر الواضح في تصميم مناطق الإسكان المخصص لشرائح المجتمع محدودة الدخل،
والتكرار التصميمي الممل، وكأن الجمال التصميمي – وهو أمر غير مكلف – لا يجب أن يتمتع
ب هذا القطاع من السكان وحتى إن سلمنا بهذا، ألا يؤثر التلوث البصري لهذا القبح على المظهره
الجمالي الكلي لمجمل كتلنا المعمارية ؟ لماذا لا يكون الجمال التصميمي شرطاً لكل ما نقوم به من
عمران ؟ على أن يكون الفارق بين الفاخر وذلك المخصص لمحدودي الدخل هو في طبيعة وقيمة
مواد التشطيب من أجل الحفاظ على رونق جمالي لمجمل كتلنا المعمارية.
في قطاع المنشآت العامة والحيوية بداية من مرحلة تخطيط المدن ومروراً بمراحل التصميم
التفصيلي للأحياء والمنشآت، في أي مكان في العالم تجري مناقشات مطولة على المستوى
المجتمعي العام، وفي أقل الظروف رفاهية تجري مناقشات تخصصية بين جهة التنفيذ – متمثلة في
الدولة – وبين المعماريين لاستطلاع آرائهم ورؤاهم حول طبيعة المنشآت، والهدف من بنائها،
حتى أدل التفاصيل المعمارية والعمرانية، فيها يجب أن يكون عليه العمران، حيث أعتقد أن