إدارة الراتب الشهري

يختلف مقدار الراتب حسب المستوى الوظيفي للموظف، فكلما علت رتبته الوظيفية؛ ازداد مقدار راتبه الشهري. ولا يرتبط الرتب الشهري للموظف بمستوى معيشته أو مقدار مصروفه الشهري

فالراتب مرتبط بالوظيفة وليس بالموظف. لو افترضنا أن موظفاً يعمل في شركة بوظيفة محاسب، وكان راتب هذه الوظيفة مئتان وخمسون و(250) ديناراً؛ فإن الموظف الذي سيشغل هذه الوظيفة سيحصل على هذا المبلغ، بغض النظر عن قرب بيته من مكان عمله وما قد يؤثر على مصروف مواصلاته؛ ولا يهم إن كان يحتاج مصروفاً شهرياً أكثر من ذلك، فهو إن وافق على المبلغ وجَبَ عليه الإلتزام به.

يجب على الموظف أن يحرص كل الحرص على أن يكون راتبه كافياً له خلال الشهر؛ وحتى يستلم الراتب القادم مهما بلغ راتبه. بكلمات بسيطة، يجب أن يحرص الموظف على أن يكون مقدار دخله الشهري مساوياً أو يقِلُّ عن مصروفه، فعندما تأتي نهاية الشهر؛ يكون لديه ما يصرف منه مهما بلغ؛ أو على الأقل أن يكون قد قام بصرفه كاملاً عند وقت استلامه الرتب الجديد، بهذه الحالة لا يكون مضطراً لأني يأخذ سُلفةً أو دَيْناً من أحد.

هذا ليس بالأمر اليسير عند أغلب الناس، حيث أن الأغلبية العظمى من الموظفين يصرفون كثيراً في بداية الشهر؛ لأنهم يجدون المال متوفِّراً بكثرة، ويستفيقون عندما يبدأ المبلغ بالتناقص ولا يكتد يكفيهم لنهاية الشهر الحالي.

لكي يحرص الموظف على أن يكون راتبه كافياً له خلال الشهر؛ ولا يحتاج أن يأخذ دَيْناً أو سلفة من الشركة؛ عليه أن يُحسِن إدارة راتبه الشهري، وذلك أن يقوم في بداية الشهر وفور استلامه للراتب بعمل حساباته لمصاريفه الثاته، مثل إيجار البيت وفواتير الكهرباء والهاتف والماء. هذه المصاريف يجب أن يقوم باقتطاعها من راتبه فور استلامه؛ ودفعها لمستحقيها بدون تأخير.

يقوم الموظف بعد ذلك باحتساب مصروفاته الخاصة من مواصلات ووجبات أثناء الدوام ومصروف شخصي له، ومن ضمن هذه المصاريف يدخل مصروف البيت من مأكل ومشرب ومصاريف للأولاد، كل هذه المصاريف يجب اقتطاعها من إجمالي الدخل الشهري.

بعد اقتطاع كامل المصاريف؛ فإن المبلغ المتبقي عبارة عن فائض، ويجب الحذر حيث أن أغلب الناس يعتبرون أن هذا المبلغ الإضافي هو للترفيه والمتعة، فيصرفونه بدون تفكير. يجب اقتطاع جزء من المبلغ المتبقي لحالات الطوارئ؛ وجزءاً آخر يكون للإدخار، لا تمتَدُّ إليه يدٌ مهما حصل.

في نهاية الشهر، يقوم الموظف باحتساب مصروفه الشهري ليرى إن كان تخطيطه لهذا الشهر ناجحاً أم لا، و أول سبب يدعو إلى فشلِ تخطيطه هو إن كان قد لجأ إلى الإستدانة من أحد، ولكن في حال لم يستدين؛ فإن فاض معه من دخله أي مبلغ، فيجب أن تُضافَ إلى المبلغ المخصص للإدخار.

ولكن إن وصل إلى نِهاية الشهر لا له ولا عليه؛ فيكون قد مشى أكثر من نصف الطريق، وفي هذه الحالة يجب أن يراجع مصروفاته خلال الشهر؛ ويحاول أن يُصحح أخطاءه في الشهر القادم.

m2pack.biz