Arch. Hamdy El- Setouhy

معماري
حمدي السطوحي
المشاريع العملاقة
هل تحقق أحلام أصحاب المستقبل..؟
تأملت الطفل الذي يلعب على الرمال ويعبر بأنامله عن أحلامه التي تمثل المستقبل الذي يراه في الأفق
البعيد، فيتعلم التخطيط والبناء بشكل تلقائي، وأحيانًا تصمد أحلامه أمام أمواج البحر وأحيانًا أخرى تنهار،
حتى يدرك كيفية تجنب المخاطر مستقبلًا. وهنا ذهب ذهني للحظات إلى المشاريع العملاقة التي يتم تنفيذها
الآن في مصر وتطاير أمامي مجموعة أسئلة منها: أليس الهدف من هذه المشاريع هو تحقيق أحلام
المستقبل..؟ فهل المنهج المتبع سيؤدي إلى ذلك..!؟
المشاريع العملاقة لا يمكن فصلها عن خطط الدولة، ومن الضروري تقيمها بشكل متكامل من حيث
المنهج من قبل المنتج، فهذه المشاريع ترسم مسارات التنمية وتحددت اتجاه وحجم الاستثمارات مما يؤثر
مباشرة على المشاريع المتوسطة والصغرى. ولهذه المشاريع تأثيرات ونتائج تتخطى حدود المشروع ذاته،
فالمجتمع يتأثر بها بشكل غير مباشر فتضيف له قيم جديدة منها الايجابي ومنها أيضا السبي، فنجده بعد فترة
وقد تغيرت سماته. أما الصعوبة في التقييم فتكم في كونها مشاريع طويلة المدى نتائجها لا تظهر إلا في
نهايتها، فهل سنضطر أن ننتظر سنة الهدف لنقيم المشاريع..!؟ بالمصادفة، هذا العام (2017) هو سنة هدف
مشروع توشكى والذي انطلق في أوائل التسعينات، فهل كنا في حاجة لأن نصل إلى سنة الهدف لنتأكد من
فشل المشروع بسبب عدم تحقيقه للأهداف التي أعلن أنه سينفذ من أجلها.