اسباب عديدة تعرضك للشعور بعدم رغبتك في القيام بعملك أو إنجاز خدماتك بدءاً من الملل وحتي تعرضك لظرف خارج عن إرادتك
لكن قد تضطرك الحاجة للاستمرار بالعمل والإنتاج، وإلا قد تخسر زبائنك أو مصداقيتك لدي عملائك.
المحفزات الاعتيادية للعمل كالمقابل المادي والجوائز قد تنجح أحياناً، لكنها في أحياناً اخري قد تفشل، وهذا ما أظهرته تجارب معهد ماسوتشوس للتقنية MIT من خلال عمل بعض المسابقات كتذكر بعض الأرقام الكبيرة وحل الألغاز، وتقسيم الجوائز لثلاث مستويات المستوي الأول هو الأقل مادياً ثم الثاني أعلي قيمة ثم الثالث وهو الجائزة الكبري، وكانت النتيجة أن هذا النوع من المحفزات يعمل فقط في الأعمال الروتينية التي لا تتطلب جهداً ذهنياً لعملها، كلما كانت الجائزة أكبر كلما تحسن الآداء.
علي العكس عندما كانت النشاطات ذهنية وتحتاج لتفكير إبداعي فإن هذا الأسلوب عادة لا يعمل، بل بالعكس كلما قدمت مكافأة بقيمة مالية أكثر كلما ساء آداء المتسابق، كُررت هذه التجربة بمناطق عدة حول العالم كالهند وبريطانيا وكانت نفس النتائج، المكافأة المالية لا تعمل مع النشاطات الإبداعية، في الغالب قد تكون شعرت بذلك أيضاً أحياناً، عندما يعرض عليك عميل أن تصمم واجهة موقعه بطريقة جيدة مختلفة مقابل ذلك ستتلقي مالاً جيداً ولكن عليك أن تنجزه في وقت قليل.
إذا تعرضت لمثل هذه المواقف فإنه عليك أن تنتبه لثلاث عوامل مهمة لتستمر بالعمل بإبداع والحفاظ علي معدل إنتاجك، القيادة الذاتية، البراعة والهدف، باستخدام هذه العوامل ستسطيع الاستمرار بالعمل بكفاءة وانتاجية جيدة، فكيف تستخدمهم؟!
القيادة الذاتية
البشر عامة تميل للحرية في كل شيء حتي في العمل، لا أحد يحب أن يتلقي الأوامر، لكن ماذا تفعل مع مديرك أو زبائنك إذا طُلب منك شيء، التركيز علي النتيجة وكيفية الوصول إليها باستخدام إمكانياتك وطرقك المختلفة، إذا طُلب منك مثلاً تطوير تطبيق للهاتف لحل مشكلة المرور، فتعرف جيداً علي مساحة اختياراتك الشخصية بالتطبيق، إذا شعرت أنك ستصل لنتيجة أفضل إذا اتيحت لك خيارات إضافية فلم لا تناقش مدير العمل أو عميلك بالأمر.
الغاية من أي عمل هي الوصول لأفضل النتائج، طالما أن اختياراتك لا تؤثر علي طلب العميل أو سياسة العمل الذي تنتمي إليه فقيادتك ستؤدي لنتائج أفضل، ضع في اعتبارك ما تريد الوصول إليه في المنتج وتعرف علي إمكانياتك جيداً، وناقش العميل للوصول للنتيجة المرجوة.
البراعة
ربما يقضي الناس أوقاتهم في العزف علي آداة موسيقية، ألعاب الفيديو، الرسم والتصوير وربما حتي البرمجة وبدون مقابل، لماذا؟! فقط لأنهم يريدون الشعور بالتحسن بشيء ما، يريدون أن يشعروا أنهم ينضجون في هوايات دون التقيد بشيء، لذا فمن أهم الأشياء التي تساعدك بالاستمرار بالعمل هي السعي للبراعة، فلن تجد مصمماً ممتازاً احترف في ليلة وضحاها، لن تجد كاتباً متميزاً اصبح كذلك بعد كتابة مقالين، لتصل للبراعة في عملك يتوجب عليك العمل الجاد والمستمر علي مشاريع كبيرة وصغيرة، والإيمان بأن أقل المهام التي تكلف بها ستزيد من خبرتك ومعرفتك بأدق التفاصيل.
إذا كنت لازلت مبتدئاً فقم بتقديم الخدمات الصغيرة وقم بها علي أكمل وجه، ليس عيبا أن تبدأ صغيراً لكن العيب أن تظل كما أنت، قم بعمل أكبر عدد ممكن من الخدمات، تحدي نفسك وتأكد أنك بكل مهمة صغيرة تتعلم الجديد، تُرسخ معلومة فنية بذهنك، كل تعامل مع عميل جديد سيزيد من مصداقيتك وخبرتك.
الهدف
لا شيء يسير علي ما يرام إن كان بدون هدف أو غاية، في كل منتج تقدمه أو خدمه تنجزها، يجب أن تستحضر هدفاً لتحقيقه، هذه الصورة ستكون أفضل صورة أصممها، هذا الكتاب سيكون أفضل كتاب بمجاله، كذلك بمشاريعك الشخصية لا تدع شيئاً دون هدف عظيم، لا تعمل فقط للمال، المال مهم لكنه مجرد وسيلة، يمكنك أن تتخيل تركيزك حين يكون هدفك أن تبرمج تطبيقاً وهدفك أن يحل مشكلة ما، أو أن تقوم ببرمجة نفس التطبيق لتكسب مالاً وفيراً، فما هي النتيجة!
كان هدف مؤسس ويكيبديا هو المعرفة المجانية فصارت أكبر موسوعة علي الويب، ماذا كان هدف Linux؟ وهدف حسوب هو تطوير الويب العربي، ما الذي جعل هؤلاء البشر يتعرضون لتحديات كبيرة مثل هذه ويصلون لهذه النتائج الرائعة، فقط لأنهم يملكون هدفا، الغاية لعمل شيء يفيد البشرية، فقط الغاية ستجعلك تستيقظ الخامسة صباحاً لتعمل دون توقف لأنك تشعر في كل دقيقة أنك تقترب من هدفك.
إذا فقدت حماسك في بعض الأوقات فقط تذكر هذه الأشياء الثلاثة، أنك بهذا العمل تعبر عن نفسك للعالم، في كل مهمة تقوم بها فأنت تقترب من البراعة في هذا الشيء، أنك تعمل لهدف أكبر منك يحتاج كل دقيقة لاستثمارها.