تعريف الإنسان
الإنسان هو أحد المخلوقات ، يتكون من ذات المادة الحية المكونة للكائنات الحية الأخرى ، لكنه يمتاز بطريقة خاصة في الحركة تميزه عن باقي الكائنات الأخرى ، حيث تكمن نقطة الإختلاف هنا في طبيعة العلاقة في الكون أو الوجود الخارجي الذي يحيا به الإنسان وسائر الكائنات الحية الأخرى ، فالحيوانات كائنات مغلقة تتحرك ضمن نطاق المادة والتي تضبط حركته على هذا الأساس ، الخارج يعني للحيوان ( الحاضن ) ، والذي يقدم له جميع عناصر الوجود والحياة
بماذا يشترك الإنسان مع الحيوان
يشترك الإنسان مع الحيوان والنبات في مادة الحياة ، فنموه وتضخمه كالنباتات ، والحركة بطريقة ( جوانية ) كالطريقة الحيوانية في الحركة ، وتغذيته على الحيوان والنبات يعني إدخال عناصر وجودهم فيه ، ولكن الحركة الإنسانية تختلف عن الحيوانية في بعض المظاهر ، بحيث يستطيع الإنسان ضبط حركته وتوجيهها ، وتتم خارجياً ، بينما عند الحيوان تأتي هذه الحركة ملازمة للنظام المغروز في جسده ، وهذا ما يجعل من الإنسان الكائن الحي المفتوح على الكون ، على النقيض من الحيوان المنغلق ضمن حركة غريزية تحدد اتجاهاته .
حياة الإنسان قديماً
الحركة الإنسانية المادية تهدف إلى إشباع دوافعه للمحافظة على وجوده وحياته ، وهذا أساس وأصل الحركة لنشاطه ، وبالتالي ينطلق في دروب ومسالك خارجية ليست مغروزة في جسده لإشباع رغباته ودوافعه للمحافظه على الحياة وذلك ضمن نطاق أو بنية النظام الحي في موقعه الجواني ، غير أنّها لا تناقضه، وهنا يحدث نزاع بين ضوابط التوجيه لديه الداخلية والخارجية ، ومن هنا يتشكل منتجه التطوري حسب طبيعة التحديات التي ستواجهه ، وهنا يتشكل تراكما في كل جيل من الأجيال للحفاظ على الوجود الإنساني ، وهذا التراكم يؤدي إلى التغيير المستمر في بنيتها ، مما يشكل قفزات نوعية لتتغير ملامح موضع التراكم ، وهذه هي الآلية في الإنتاج تجعل من التطور الإنساني معاكس للتطور الكوني والحي ، مع استمرارية ثبات الشكل والصفات والملامح دون تغيير ، والتغيير الفعلي يكون خارجيا ، لا في جسده أو ملامحه . في القدم كان الإنسان كفرد كائن حي مفتوح المحتوى على النّظام الحي الذي يملك القدرة على تطوره خارجياً ، فقد كان يقوم بعملية الإيجاد والتنظيم عن طريق مواجهته لكافة التحديات التي تعترض طريقه والمتواجدة في محيطه الخارجي ، وكان عليه أن يعتمد على قدراته الفردية للحفاظ على وجوده ، عن طريق تجاوز التهديدات التي قد تواجهه وتهدد أمنه بكافة أشكالها ، والسعي لتأمين متطلباته الغذائية ضمن الطرق الخاصة التي عاشها في بيئته التي يحيا ويتحرك بها ، أما عن تكاثره فكان ضمن نشاطه الداخلي كإنسا يتكون من رجل وامرأة . ونتيجة هذا التوالد ، والخبرات الحياتية بدأت عملية التطور في حياته ، لاختلاف الأفراد عن بعضهم في نوعية التفكير والطرق التي يسلكها وهذا أيضا ما يميزه عن الكائنات الأخرى ، وحدد لكل فرد كيان مستقل .