الهاتف الذكي يكشف سارقه
من قال إنّ اللصوص يتمتعون بذكاء ونباهة عندما يقدمون على فعل السرقة؟ فغباء أكثرهم كان سببًا لوقوعهم بيد العدالة، أو لتعرضهم لفضيحة كبيرة. وهذا ما ينطبق على لص اشتهر بنجاحه في سرقة مجموعة من الهواتف الذكية، والنقود وجوازات السفر، وحتى الملابس لمجموعة من السائحات الألمانيات في أسبانيا، لكنه لم ينتبه قبل أن يستخدم الهاتف المسروق إلى أنه مرتبط بالإنترنت، ليتحول الهاتف من “غنيمة” سهلة إلى “مخبر إلكتروني” ينقل لصاحبته خط سير اللص، وخطواته، وكل اللحظات التي قرر أن يسجلها للذكرى ب “الهاتف المسروق”.
فبعد رحلة قصيرة إلى إسبانيا أفسدها حادث سرقة هاتفها الذكي ونقودها وحتى جواز السفر الخاص بها على الشاطئ عادت الألمانية لورا (24 عامًا) إلى بلادها، وفقدت تمامًا الأمل في استعادة أشيائها أو معرفة مصيرها، ولكن بعد 15 يومًا من عودتها فوجئت بمجموعة من الصور على جهاز الكمبيوتر الخاص بها، تم التقاطها عبر هاتفها المسروق المرتبط بجهازها بتطبيق “Dropbox”، ووجدت لورا نفسها وجهًا لوجه أمام صورة سارقها.
ولم يكتفِ اللص بسرقة هاتفها، بل اكتشفت لورا بعدما تفقدت إعدادات حساب “فيسبوك” الخاص بها أنّ هناك من فتح الحساب عبر هاتف أندرويد من الإمارات، في الوقت الذي وصلتها فيه رسالة من شخص يدعى “حفيظ” على فيسبوك يلقى عليها التحية لتكتشف من صورة الحساب أنه هو نفسه سارقها.
وهنا قررت لورا الانتقام منه فأنشأت مدونة على موقع التدوين المصغر “تمبلر” باسم “حياة الشخص الغريب الذي سرق هاتفي”، وكتبت:” هذه هي قصة حفيظ من دبي. الذى سرق هاتفي، ونسي أن يغلق خاصية رفع الصور على الإنترنت لذلك سنستمتع جميعًا بنظرة عميقة داخل حياته”، وتتضمن المدونة لقطات متنوعة من حياة “حفيظ” الخاصة، وهو يعمل، أو يجلس مع أصدقائه، أو يتنزه في أماكن مختلفة. وقد صرحت لورا قائلة:” أنا لست غاضبة منه لسرقة هاتفي بعد الآن.. المدونة تعوضني كثيرًا عنه”. وأضافت:” هذه المدونة هي انتقامى باسم كل من سُرق هاتفه، إنها المرة الأولى التي تتاح فيها الفرصة للضحية كي ترد الضربة”، وتابعت بقولها:” شكرًا للتكنولوجيا الحديثة”.
وتأمل لورا أن تساعد مدونتها في رفع الوعي تجاه دور الهواتف الذكية في رصد مسرح الجريمة.
أما إن كان السارق على علم بشأن المدونة فقد أوضحت لورا قائلة:” لا أعرف إذا كان حفيظ يعرف بشأن المدونة أم لا، ولكنني بالتأكيد عندما أنتهي من نشر جميع الصور سأخبره عنها”، بينما كشف الحساب الشخصي ل”حفيظ” على “فيسبوك” أنه يعلم بشأن المدونة بالفعل، وكتب معلقًا:” لا أعرف لماذا تضايقني؟ أنا لم أسرق أبدًا هاتفها”.