غزوات البربر إلى توقف استخدام العطور فى أوروبا إلا أن الصليبيين أعادوا جلبها إذ أخذوا معهم عند عودتهم علباً من المراهم المعطرة لنسائهم و قد انتشر استخدام العطور المستوردة من الشرق فى أوروبا كلها و من سوء الحظ أن رجال البلاط كانوا يستخدمون العطور بدلاً من الصابون و الماء و كان بلاط الملك لويس الرابع عشر الفخم معروفاً باسم البلاط المعطر لقد كان البلاط غير صحى بشكل عجيب بالمقاييس الحديثة إذ لم تكن لديهم حمامات حتى فى قصر فرساى البديع و ما لبث أن أصدر لويس الخامس عشر أمراً يلزم البلاط باستعمال عطر مختلف كل يوم و قد أصبح الاستحمام أكثر شيوعاً فى القرن الثامن عشر إلا أن استخدام العطور ظل مستمراً بصورة أكبر و يقال أن نابليون كان يستهلك نصف جالون من ماء الكولونيا يومياً و تزدهر صناعة العطور فى الوقت الحالى أكثر من أي وقت مضى و كثير ما تظهر فى الأسواق عطور جديدة ذات أسماء غريبة و قد أصبح ما كان يعتبر كمالياً للأثرياء متعة يستطيع الجميع التمتع بها و من هذه البدايات البسيطة نشأت و تطورت الصناعة الحديثة و شهد الربع الأخير من القرن الثامن عشر بداية تطور الكيمياء الحديثة و خصوصاً الكيمياء العضوية و أمكن فهم طبيعة الصابون الذى أنتج بكميات كبيرة بعد ذلك و أمكن فصل الجليسرين منه و فى عام 1887 م تم استعمال بيروكسيد الهيدروجين (ماء الأوكسيجين) لتغيير لون الشعر و فى عام 1826 استطاع كولين وروبيكيت فى باريس عل مركب الاليزارين من نبات عروق الصباغين و هو نبات متسلق أصفر تستخرج منه مادة للصبغ الأحمر كما يسمى كذلك بالعروق الحمر و