استشاري ميزانية 2017 ستحوّل المهور إلى استثمارات

استشاري: ميزانية 2017 ستحوّل المهور إلى استثمارات

استشاري.. ميزانية 2017 ستحوّل المهور إلى استثمارات

ميزانية المنزل، ومصاريف الحياة، وغلاء الأسعار، هي الصداع الدائم الذي يوتر كيان الأسرة، لذا يجب فهم كيفية التعامل مع تلك الأمور وفقاً للالتزامات الحياتية، فالحصول على دخل مالي للأسرة ليس صعباً بقدر معرفة كيفية إنفاق ذاك الدخل بحكمة وتدبير.
ومن المعلوم للجميع أن الأسر السعودية ستواجه تحدياً كبيراً هذا العام بعد تراجع مستوى الدخل العام مع إعلان ميزانية عام 2017، ما سيتطلب منها إعادة ترتيب أولوياتها، واعتماد الادخار لمواجهة صعوبات الحياة، وعدم الوقوع في براثن الدين والاقتراض، وكذلك توفير مبلغ صغير للبدء في مشروع تنموي يزيد من دخل الأسرة ويدعم اقتصاد الوطن. وفي هذا الإطار قال البروفيسور السعودي، وأستاذ الإدارة الدولية والموارد البشرية في جامعة الملك فيصل، ومؤسس فكر القيادة والإدارة اللحظية في العالم، وقائد فريق طموح لريادة الأعمال، والمحلل الاقتصادي الدكتور محمد دليم القحطاني ل “سيدت ينت “: بلا شك أن الاقتصاد الأسري جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العام، ويؤثر فيه تأثيراً كبيراً خصوصاً فيما يتعلق بنمط الاستهلاك، الذي عادة ما يكون له تأثير مباشر في مستوى الإنفاق، وفي عملية الادخار، وترشيد الشراء، وجميع تلك البنود هي نقاط اقتصادية مهمة سنتطرق إليها لتوعية الأسرة السعودية في ظل الميزانية الجديدة للعام الحالي.
ميزانية 2017 ستخفِّض أسعار السلع الاستهلاكية
وقال الدكتور القحطاني: الميزانية الجديدة “ستلجم” كثيراً من التجار المستغلين، الذين يسعون إلى الربح الفاحش، ومع صدور الميزانية ستعود الأسعار الى طبيعتها، وبما يتوافق مع الركود الاقتصادي العالمي، وسنشاهد انخفاضاً كبيراً للسلع بنسبة 35% بمعنى أنه في يناير ستشهد الأسواق والمحلات التجارية والسلع الاستهلاكية انخفاضاً سيتراوح ما بين 10% الى 35% طبقاً لنوع السلعة.
بدء عصر جديد للأسرة السعودية
ويضيف الدكتور القحطاني: على الأسرة من هذا المنطلق أن تبدأ بعصر جديد، بأن تقوم بتهيئة نفسها من حيث خلق أدوات اقتصادية تعود عليها بالنفع، واتباع ثقافة الادخار التي ستفيدها مستقبلاً، وذلك باتباع ما يلي:
– اتباع وتطبيق سياسة الادخار.
– تقنين المصروفات.
– ترشيد الاستهلاك بطريقة لا تؤثر على نمط حياتها.
وقال: العائلة السعودية لديها مصروفات وإيراداتها خاصة، وقد تعتمد فقط على راتب الزوج الذي يبلغ في المتوسط 15 ألف ريال، أي أنها بالمجمل أسر “متوسطة الحال” لذا عليها اتباع التالي للنجاح في التخطيط لميزانيتها:
– أن تجتمع الأسرة، ويتم التأكيد من قِبل رب الأسرة على البدء بمرحلة جديدة من ضبط المصروفات.
– الابتعاد عن التبذير خصوصاً في الرحلات التي تكون في العطل الرسمية.
– وضع مكافأة عائلية ليشعر أفراد الأسرة بأنهم حققوا بنود الميزانية الأسرية دون تقشف مزعج، وذلك من خلال القيام برحلة في نهاية العام للاستماع والترفيه، وبذلك يكون رب المنزل قد دفع جميع أفراد الأسرة إلى المشاركة في التوفير.
– السعي إلى اختيار أفضل أنماط الاستهلاك، وترشيده.
تحويل “المهور” إلى مشروع استثماري
من الأمور التي يتميز بها مجتمعنا غلاء المهور، لذا أقول للآباء: بدلاً من طلب المهور العالية التي قد تصل إلى 50 ألف ريال، يمكنكم الاكتفاء بما يسمى “الشبكة البسيطة”، وحفلة العرس دون بذخ، على أن تقوموا بإيداع “المهر” في البنك باسم العروسين لمساعدتهما في بدء حياتهما بمشروع صغير يدر عليهما أرباحاً شهرية، ودخلاً معقولاً، وذلك الأمر أكبر هدية يمكن أن تقدموها لهما لمساعدتهما في حياتهما المستقبلية.
الابتعاد عن “الاستهلاك التفاخري”
وأشار القحطاني إلى أننا نشاهد حالياً خاصة لدى الشباب انتشار ما يسمى ب “الاستهلاك التفاخري”، وقال: أنا ضد هذا الأمر، وعلى الشباب أن يعوا أنه يهدد مستقبلهم، لذا دائماً ما أنادي بأن نوحِّد نمط الاستهلاك بشكل عام، مثلاً بعض الشباب لديه قدرة مالية كبيرة لشراء ساعة يبلغ سعرها 5 آلاف ريال، مع العلم أن في إمكانه شراء ساعة ب 1000 ريال، ويكون بذلك قد ادخر مبلغ 4000 ريال، يمكنه استثماره فيما يعود عليه بالنفع، أو ادخاره، لذا أنصح الشباب والفتيات بأن يحترموا النمط الاستهلاكي العام فهناك مَن ليس في مقدوره أن يصل إلى تلك الرفاهية، وإن اتبعتم تلك الموازنة السابقة فستحققون ما يرضي فضولكم، وستوفرون وتدخرون مبلغاً يساعدكم في مقبل الأيام.
الوعي بالتحكم الاقتصادي والادخار
وأضاف الدكتور القحطاني ل “سيدتي”: نحن في حاجة إلى دفع الناس ليشعروا بمسؤوليتهم العامة، وتنشيط التوعية لدى أبناء الوطن بضرورة تحقيق شعار “السعودية العظمى 2030″، والمشاركة في هذا التوجه الجديد، وأن يكونوا أهلاً لذلك وقدوة يحتذى بها للجيل القادم عبر التحكم في نمط الاستهلاك، وانتهاج ثقافة الترشيد في البيع والشراء، واستشعار حاجات المجتمع، وخلق المشاريع التي تنعكس على الأسرة خاصة، وعلى المجتمع عامة.

m2pack.biz