الأجهزة الذكية تضر بالعلاقات الأسرية
لم يعد غريباً أن تشاهد انشغال أفراد الأسرة الواحدة بأجهزتهم الذكية دون أي اعتبار لمَن يتشاركون معهم الحياة في المنزل.
وقد كشفت دراسة اجتماعية أمريكية أن متوسط الوقت الذي ينشغل فيه الوالدان عن أبنائهما بالأجهزة الذكية يقدر بحوالي 3 ساعات في المجمل، وتكون في ذروة الحياة اليومية، ويعني ذلك أن تلك الساعات تشمل اجتماع العائلة لتناول الوجبات التي من المفترض أن تكون مشتركة، أو في بداية ونهاية اليوم الروتيني.
وأكدت أن إدمان الوالدين على استخدام الأجهزة الذكية له ضرر مباشر وغير مباشر على المدى القريب، والبعيد على أبنائهما، وذلك بتكوين حواجز سلبية وصفتها بالتلقائية الحتمية، التي تنشأ بين الأب والأم المنشغلين بهاتفيهما وأبنائهما بشكل عام، وأطفالهما الصغار بشكل خاص.
وأوضحت الدراسة، التي اعتمدت في توثيق نتائجها على تجارب واختبارات سلوكية، أن حاجزاً خفياً يسبب نفوراً وفرقة وانعزالاً تتكون لبناته تدريجياً بين الوالدين وأبنائهما، ويرتفع يوماً بعد يوم ليصل في فترة زمنية معينة إلى أن يكون سبباً في توتر داخلي عائلي عام قد يجهل الطرفان أسبابه الأولية الخفية بعد ظهور عواقبه وسلبياته.
ويأتي ذلك لعدة أسباب مهمة منها عدم مزاولة أنشطة واهتمامات مشتركة بين الوالدين وأبنائهما مثل بعض الألعاب المسلية، أو الخروج في نزهة قصيرة خارج المنزل، أو تبادل بعض الأحاديث الودية أثناء تناول الوجبات، وغير ذلك.
وعلَّل نسبة كبيرة من الوالدين أسباب انشغالهم عن أبنائهم في تلك الأوقات القليلة التي يجتمعون فيها معهم بأنها هي نفسها ساعات راحتهم المفترضة التي يعودون فيها مثلاً إلى المنزل بعد يوم عمل طويل، أو قد تكون متابعتهم لتلك الأجهزة بسبب عملهم حيث تتطلب بعض الأمور متابعة شبه دائمة منهم.