الأسطورة ميريل ستريب تنتصر للضعفاء

ليس غريباً على الأسطورة ميريل ستريب أن تفاجئ جمهورها بمواقف غير تقليدية، وتثبت أنها بعيداً عن الفن تهتم بالناس العاديين وبالمجتمع حولها، وقد ظهر هذا جلياً في حفل مسابقة الغولدن غلوب مطلع هذا الشهر، عن مجمل أعمالها. وكانت المفاجأة لكل الأمريكيين، وربما للناس في كل مكان عندما ألقت الأسطورة الحية خطابها بمناسبة تكريمها، والذي جاء مفاجئاً وتصدر قائمة المواضيع الأكثر مشاهدة عالمياً (trend) على مواقع التواصل الاجتماعي، كون ميريل ستريب انتقدت فيه الرئيس الامريكي دونالد ترامب دون أن تسميه؛ لأنه قام بتقليد صحفي يعاني من إعاقة!
لقيت كلمات ميريل ستريب انتشاراً واسعاً وترحيباً كبيراً من الحضور في القاعة وأيضاً المتابعين على شاشات التلفزة والsocial media حتى أنها وصفت بال«ملهمة» في ظل الخوف الذي تعيشه الولايات المتحدة الأميركية مع استلام دونالد ترامب مقاليد الحكم هناك، حيث شجعت ميريل ستريب في كلمتها الحفاظ على ما وصفته ب«حرية الصحافة في الولايات المتحدة الاميركية»، مؤكدة أن أكثر اللحظات التي أثارت غضبها خلال العام الماضي هي سخرية دونالد ترامب من المراسل في صحيفة نيويرك تايمز سيرج كوفاليسكي؛ كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة في ولاية ساوث كارولينا، عندما أشاح دونالد ترامب بذراعيه وغير نبرة صوته مقلداً كوفاليسكي. وقالت ميريل ستريب في حفل الغولدن غلوب على الأمر قائلة: «لقد انفطر قلبي. لا أستطيع إزالة هذا المشهد من ذاكرتي؛ لأنه لم يكن من فيلم ما، بل كان حقيقة».
كما شددت ميريل ستريب في كلمتها على ضرورة تكاتف هوليوود لحماية وتشجيع الصحافة الحرة؛ للتأثير على السلطة الحاكمة في الولايات المتحدة الأميركية، وتابعت قائلة: «إن عدم الاحترام يجلب عدم الاحترام، والعنف يحرّض على العنف. عندما يستخدم أصحاب النفوذ قوتهم للضغط على الآخرين، فإننا نخسر جميعاً». في إشارة منها إلى سياسة كراهية الأجانب والتحريض ضدهم التي روجت لها الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب واصفة ميريل ستريب ذلك بقولها: «تتناقض وتنوّع خلفيات نجوم هوليوود التي تعج بالغرباء والأجانب. إذا أخرجناهم جميعاً من البلاد، فلن يكون لديك ما تشاهده سوى كرة القدم والفنون القتالية المختلطة».
وبطبيعة الحال لم يتغاضَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انتقاد ميريل ستريب المبطن له، حيث رد عليها بتغريدة من العيار الثقيل قائلاً: «يردد الناس أنني قصدت السخرية من إعاقة الصحفي وكأن ميريل ستريب وآخرين بإمكانهم قراءة أفكاري. لم أسخر من الصحفي أبداً. ميريل ستريب واحدة من أكثر الممثلات المبالغ في تقديرهن في هوليوود. لقد هاجمتني في حفل غولدن غلوب دون أن تعرفني!».
ميريل في كلمات
هي الممثلة صاحبة الأكثر ترشيحاً في تاريخ جوائز الأوسكار وصلت إلى 19 ترشيحاً منها 15 ترشيحاً لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثلة وأربعة ترشيحات عن فئة أفضل ممثلة مساعدة عن المسابقة نفسها. كما فازت ثلاث مرات بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة، وفازت بثماني جوائز في مسابقة الغولدن غلوب بعد أن ترشحت عن خمس وعشرين منها. من هنا تحتل ميريل ستريب المركز الأول في عدد الترشيحات عن جائزتي الأوسكار والغولدن غلوب.
ولدت ميريل ستريب عام 1949، أي أنها تبلغ من العمر الآن 68 عاماً. ورغم لك تحافظ على جمالها وأناقتها!