اهتمت الدراسات الحديثة بكشف أسرار ارتباط الحب بالسعادة في العلاقة الزوجية الحميمة. ووجد أن تحقيق الحب في العلاثة الزوجية يعتمد على عدة تفاعلات كيميائية حيوية تحدث في الجسم وتتحكم فيها هرمونات ( مثل تيستوستيرون، وإستروجين، وأوكسيتوسين) وموصلات عصبية معينة (منها سيروتونين، ودوبامين، وأدرينالين الذي قد يعرف بإسم إيبنفرين، ونور أدرينالين الذي قد يعرف بإسم نور إيبنفرين)، ومواد كيميائية أخرى ( مثل: أوكسيد النتيريك، وبروتين في خلايا الأمعاء) يفرزها الجسم وتتفاعل مع بعضها في مسارات حيوية معقدة لتحقق في النهاية كل مشاعر الرغبة والسعادة في العلاقات الزوجية.
فهرمون تيستوستيرون يعتبر العامل الأساسي للشعور بالأستثارة لعلاقة الحب. وكان يعتقد قديماً أنه هرمون الذكورة فقط، غير أن الأبحاث الحديثة اكتشفت وجوده في المرأة أيضاً وبكمية وفيرة، بحيث أصبح له علاقة بحافز الحب عند المرأة، كما هو الحال عند الرجال. ويقوم المخ بإفراز كميات صغيرة من هذا الهرمون، ولكن معظمه يتم إفرازه في الخصية عند الرجل وفي المبيض عند المرأة. لذلك فانخفاض إفراز هذا الهرمون في الجسم يسبب ضعف مشاعر وأحاسيس رغبة الحب ومتعته في الرجل والمرأة.
أما هرمون الإستروجين ( الذي يفرزه المبيض والمخ)، فهو يعمل مع هرمون تيستوستيرون على تنشيط إفراز موصلات عصبية معينة في المخ تحسن من الحالة المزاجية وتقوي مشاعر الرغبة والمتعة في الحب. ومن أهم هذه الموصلات العصبية: دوبامين وسيروتونين، بالإضافة إلى إيبنفرين ( أدرينالين)، ونور إيبنفرين ( نور أدرينالين).
ويلعب هرمون أوكسيتوسين ( الذي تفرزه الغدة النخامية والمبيض والخصية) دورا حيوياً في إظهاره قوة مشاعر علاقة الحب بين الزوجين في صورها المختلفة حتى لو كانت مجرد تلامس بالأيدي، أو الاشتراك معا في مشاهدة فيلم رومانسي، كما أنه يقوي إحساس المرأة بالأمن والطمأنينة وهي تتحدث مه زوجها أو أثناء ملامسته لها، مما يزيد من رغبة بقائهما معا.