مفهوم الوحدة الوطنية
يتألف مفهوم الوحدة الوطنية من عنصري الوحدة والوطنية وأن إندماج هذين العنصرين يشكل هذا المفهوم.
فالوحدة تعنى تجميع الأشياء المتفرقة في كل واحد مطرد، أما مفهوم الوطنية فقد أختلف فيه الباحثون فبحسب رأى البعض أن الوطنية هي إنتماء الإنسان إلى دولة معينة يحمل جنسيتها ويدين بالولاء إليها على إعتبار أن الدولة ما هي سوى جماعة من الناس تستقر في إقليم محدد وتخضع لحكومة منظمة.
ويرى البعض الآخر من الباحثين أن الوحدة بمفهوم الفكر السياسي المعاصر هي إتحاداً إختيارياً بين المجموعات التي تدرك أن وحدتها تكسبها نمواً زائداً، وميزات إقتصادية وسياسية تعزز مكانتها العالمية.
الأساس في الوحدة الوطنية هو الإنسان الذي يعيش في الوطن، والذي إرتبط به تاريخياً وإجتماعياً وإقتصادياً وكان إختياره لهذا الوطن عن طيب خاطر.
لكن يرى آخرون أنها تعنى حب الوطن بسبب طول الإنتماء إليه، وأنها تختلف عن القومية بما تعنيه من حب للأمة بسبب ترابط أفرادها ببعضهم البعض بسبب الإعتقاد أو وحدة الأصل، أو الإشتراك باللغة والتاريخ والتماثل في ذكريات الماضي.
لكن هناك توافق بين الوطنية والقومية على إعتبار أن حب الوطن يتضمن حب الأرض والوطن، وإن الوطنية تنطبق على القومية بشرط أن يكون الوطن هو مجموع الأراضي التي تعيش عليها الأمة وتدير سياستها الدولة ومثال عليها انطباق الوطنية العربية على القومية العربية.
إضافة إلى إنطباق القومية الألمانية على الوطنية الألمانية في كل من جزأي ألمانيا ( الشرقية والغربية ) خلال فترة الحرب الباردة ورغم ذلك قامت بينهما علاقات دبلوماسية دولية، كما لو كانتا دولتين مختلفتين تماماً.
تعد الوحدة الوطنية ركيزة من ركائز هذا الوطن وأساساً من أسس تطوره وتقدمه ودليلاً قاطعاً على تلاحم هذا الشعب مع قيادته إذ تظهر لنا الوحدة الوطنية قصة التلاحم بين أبناء هذا المجتمع من تاريخ آبائنا وأجدادنا إلى يومنا هذا.
وتعد مشاركة المواطن في تطوير وطنه والمحافظة على إستقراره وإنجازاته ومحبته لأفراده ولقيادته ولعلمائه مقوماً هاماً من مقومات وحدتنا الوطنية، وتتجلى وطنية المواطن من خلال حرصه على أمن وطنه الفكري والإقتصادي والإجتماعي والزمني ودوره الكبير في نشر المحبة بين أفراد وطنه والدعاء لولاة أمره وعلمائه.