دمشق ما قبل الميلاد
في الألفيّة الثامنة قبل الميلاد، بدأ ازدهار الحضارة في دمشق، حيث بدأ تأسيس القرى واستقر الناس فيها، وبدأ التّطوّر التّكنولوجي والأيدلوجي، وبدأت عملية الإنتاج المتمثلة في الزّراعة، وتدجين الحيوانات.
تميّزت دمشق بخصوبة تربتها، ووفرة مياها، مما ساعد على أن تبقى مأهولةً بالسّكان حتى يومنا هذا، على عكس غيرها من المدن القديمة التي انقرضت عبرر العصور، ودلّت على ذلك الحفريات الأثرية التي وجدت فيها مثل الآثار الموجودة في تل أسود، وتل الرماد، وتل الخزامى، وتل الغريفة.
أُهلت دمشق عبر التاريخ بشعوب عديدة، واحتلّت العديد من المرّات، فقد كانت عاصمة للمملكة الآراميّة في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وبعد ذلك احتلّها الآشوريّون، ودمّروها عام 732 قبل الميلاد، ليسيطر عليها بعدهم الكلدانيّون في الألفية السادسة قبل الميلاد، وحتى عام 538 قبل الميلاد، حين حكمها الفرس واستمرّت كذلك حتى احتلها اليونانيون عام 332 قبل الملاد، بقيادة الإسكندر المقدوني، وبقيت تحت نفوذهم في عهد الدّولة السلوقيّة إلى أن احتلها الرومان عام 64 قبل الميلاد، وأصبحت في عصرهم مدينة رئيسيّة ضخمة، صكّت لها نقودها الخاصّة، واحتل البيزنطيون دمشق في أواخر الألفيّة الرابعة، وخضعت فترتها المدينة لنفوذ دولة الغساسنة حتى الفتح الإسلامي عام 636 ميلادي.