الدولة الموحدية
لم يتوانَ المهدي ابن تومرت أن بسط نفوذه على دولة المرابطين إثر ضعفها، وخلفه من ثمّ البربري عبد المؤمن والذي هو في الأصل من منطقة تلمسان، حيث عَمِلَ على صدّ انتشار الإسبان في بلاد الأندلس، وقام بتوحيد المغرب العربي، ومن ثمّ دخل عبد المؤمن إلى تلمسان عام ألف ومئة وخمسة وأربعين للميلاد بعد أن تمكّن من تدمير كافة أسوارها، وبذلك أصبحت عاصمة مملكته الشرقيّة.
بنى الموحّدون العديد من القصور والقلاع والمنازل وأيضاً الفنادق، وأيضاً قاموا بضرب عملة خاصّة بهم، ونشطت في هذه الفترة التجارة، فما كان من بني عبد الواد إلاَّ أن أطاعوا الموحّدين لينالوا حقّ الاستيطان وتحديداً في وهران ليصلوا حتّى تلمسان، ونتيجةً لمعاضدتهم للموحّدين كانوا يتقاضون مالاً ونفوذاً، فما كان من الموحّدين حين ضعفت قوّتهم إلاَّ أن جعلوا من تلمسان مكاناً خاصّاً ببني عبد الواد.