مرحلة الانقسام
وصل عدد ثوار العصبة عام 1935م إلى مئتي ثائر، إلا أنّه بعد ثورة البراق عام 1929م حصل خلاف بين حلقات القسام، وذلك بسبب اختلاف وجهات النظر بينهم، ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذا الاختلاف كان في سبيل المصلحة العامة وليس خلافاً شخصياً بين أعضائها، إذ إنّ عدداً منهم، أمثال الشيخ خليل محمد عيسى كان يرى ضرورة إعلان الثورة؛ لأنّ خطر اليهود شمل كلّ البلاد، كما طالب بضرورة جبي الأموال اللازمة للثورة من الشعب بكلّ السبل الممكنة، إلا أنّ الشيخ عز الدين القسام كان يرى أنّ التجهيز للثورة غير مكتمل، وكان يميل للانتظار خوفاً من الانقسامات الداخلية، وفي المقابل كان خطر الهجرة اليهودية يشتد، إذ إنّه كان يتم تسليح اليهود بشكلٍ سري بمعونة من سلطات الانتداب، الأمر الذي عجّل الثورة، فتقرر إعلان الثورة في المناطق الجبلية، كما تم عقد آخر اجتماع للعصبة ليلة الثاني عشر من نوفبر لعام 1935م في مدينة حيفا في منزل القائد محمود سالم المخزومي، وقد قرروا نقل العشرات من إخوان القسام المدربين عسكرياً إلى قضاء جنين، وذلك من أجل دعوة الشعب للاشتراك في الثورة المسلحة على نطاق واسع، إضافةً إلى قيادة فرق الثوار.