فترة ما قبل الميلاد

فترة ما قبل الميلاد

فترة ما قبل الميلاد

بعض الآثار المكتشفة في سوريا ترجع اليوم إلى ما يزيد عن سبعمئة وخمسين ألف عام تقريباً، فقد وُجدت في الأراضي السورية عدة آثار منها النياندرتال، والأسترالوبيتكس، كما وُجدت آثار الإنسان العاقل، والتي تعود إلى ما يزيد عن مئة وخمسين ألف عام تقريباً.
أما الاستقرار البشري الأول في سوريا فيرجع إلى ما يزيد عن اثني عشر ألف عام تقريباً، حيث تم تأسيس مستوطنات بشريّة في بعض المناطق السوريّة التي لا تزال ماثلة إلى اليوم، لا بل وتُعتبر من أهم المستوطنات على الإطلاق، وعلى رأسها مدينتا دمشق، وحلب، ومن هنا فإن سوريا هي مهد الحضارة.
قبل ما يزيد عن ثلاثة آلاف عام، بدأت المجتمعات تزداد تعقيداً في سوريا، حيث أخذت الممالك القديمة بالظهور شيئاً فشيئاً، ولعلَّ أبرز هذه الممالك: مملكة يمحاض، وماري، وإيبلا، وأوغاريت، وكانا، وبعد ذلك بدأ ظهور الإمبراطوريّات العظمى، والتي ابتدأت بعهد سرجون الأكادي، ثم جاءت الحضارة الكنعانيّة، ثم جاء حمورابي ضمن الإمبراطورية البابلية، لتبدأ فترة القرون المظلمة، والتي تضمّنت الإمبراطورية الكاشية، والحثية.
بعد ذلك ظهرت على الساحة الحضارة الآرامية والتي تضمّنت مملكة بخياني، وآرام دمشق، وفي القرن التاسع قبل الميلاد خرج شلمنصر الثالث من الإمبراطورية الآشورية، والذي يُعدّ ثالث الذين استطاعوا لمّ شمل منطقة الهلال الخصيب وتوحيدها، وقد لحق بشلمنصر الثالث نبوخذنصّر والذي استطاع الإبقاء على وحدة الأراضي.
قبل الميلاد بأكثر من ثلاثة قرون استطاع الإسكندر المقدوني فتح منطقة الهلال الخصيب، وبعد أن تُوفّي عادت الأراضي إلى التفكك، فصارت المنطقة تابعة لحكم سلوقس الأول والذي لقّب نفسه بملك سوريا، وقد بنى سلوقس الأول مدينة أنطاكيّة والتي صارت مركز الحكم.
استطاعت المملكة الأرمينيّة احتلال أجزاء من المنطقة على إثر ضعف السلوقيين وتفككهم، وقد كان ذلك قبل الميلاد بنحو سبعين عاماً تقريباً. بعد ذلك وقبل أربعة وستين عاماً من الميلاد استطاع الرومان فتح الأراضي السوريّة، حيث تم تقسيم المنطقة إلى أراضي صغيرة الحجم، منها ما كان يُعرف باسم الولاية العربيّة والتي تمركزت حول بصرى، هذا وقد خرجت مملكتا حمص وتدمر على الإمبراطوريّة الرومانية، حيث استطاعتا نيل نفوذ سياسيّ، إلى أن تمّ تدميرهما من قبل الرومان لاحقاً.

m2pack.biz