ثورة يوليو 1952
تَكوَّن تنظيم الضباط الأحرار من مجموعةٍ من الضباط الصغار في الجيش المصري الذين شَهدوا هزيمة حرب 1948م، وتخاذل الأنظمة العربية في الدّفاع عن فلسطين، وكان هذا التنظيم بمثابةِ الشرارة الأولى لِعمل حركاتِ التحرر الوطني في الدّول العربية.
استطاع تنظيم الضباط الأحرار في شهر يوليو من عام 1952م الاستيلاء على السلطة عبر انقلابٍ مُسلحٍ، تمت خلاله السيطرة على المرافق الحيوية في البلاد، وأُجبر الملك فاروق – آخر ملوك الأسرة العلوية – على مغادرة البلاد، وأَدارَ مجلسُ قيادةِ الثورة أمورَ البلاد، وأُعلِنتْ الجمهورية في يونيو عام 1953م.
كانت لثورة يوليو العديد من الإنجازات التي تمت في عهد جمال عبد الناصر، والتي عاش على ذكراها المصريون لأكثر من أربعين عاماً، ففي المجال السياسي كان إعلان الجمهورية وتدشين الحركة القومية العربية أهمّ المؤثرات في منطقة الشرق الأوسط في ذلك الوقت، بالإضافة إلى التغيرات الداخلية الكبرى التي شهدتها مصر، سواءً في مجال التعليم الذي أصبح بالمجان وفي جميع مراحله، بالإضافة إلى إنشاء مراكز للبحث العلمي، أو المجالات الأخرى، فَعمّتْ المساواة الاقتصادية والاجتماعية بين طبقات الشعب عبر قوانين الإصلاح الزّراعي.
دعمت مصر الدّول العربية في محاولاتها لِنيل الاستقلال عن المستعمر، إلى جانب محاولةِ الوحدة بين مصر وسوريا، وبوفاة جمال عبد الناصر اتخذ خلفاؤه خطاً سياسياً مُغايراً لما سار عليه، وبدأتْ الأمور بالتعقد منذ فترة حكم أنور السادات.