انقسام العرب سياسياً
لقد كان معظم العرب جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، حيث كانت هذه الإمبراطورية دولة كبيرة ومليئة بمختلف الأعراق، وكان مقرها في مدينة إسطنبول، ولكن اليوم تبدو الخريطة السياسية للوطن العربي لغز معقد، حيث أدت أحداث عام 1910م، إلى سقوط الحكم العثماني، وظهور الدول الجديدة في مختلف بلاد الشرق الأوسط، وكان لبريطانيا الدور الأقوى في بسط النفوذ، إذ وقعت ثلاث اتفاقيات منفصلة، وكانت نتيجتها الفوضى السياسية، التي أدت إلى تقسيم دول العالم الإسلامي، وحل الدولة العثمانية، وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، حيث سيطرت على مصر عام 1888م، وعلى الهند عام 1857م،[٢] ولكن رغماً من توحد بلاد الوطن العربي في اللغة العربية، وبعض الصفات الثقافية إلا أنّ العرب انقسموا سياسياً منذ القرون الإسلامية الأولى، ففي القرن السادس عشر تحولت معظم البلاد العربية في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا إلى محافظات عثمانية، وكان لهذه البلاد العديد من الإنجازات الفكرية والاقتصادية والسياسية، ولكن في النصف الأخير من القرن التاسع عشر كان هناك عدة محاولات لمحاكاة إنجازات الحضارة الأوروبية، وظهرت في تلك الحقبة فكرة العروبة كنظير للحركات القومية الأوروبية، وبقي العرب يحكمون مدنهم حتّى الحرب العالمية الثانية، وبعدها بدأ نظام القومية السياسية الاستعمارية، والذي قسم العرب إلى دول منفصلة عن بعضها، وأدى هذا إلى تقويض العروبة أو الوحدة السياسية العربية.[٣]