عيد الجمهورية التونسية
استطاعات الجمهورية التونسية الحصول على استقلالها في نهاية حكم محمد الأمين باي، عام 1956م، وتم إعلانها جمهوريةً في عام 1957م، في الخامس والعشرون من يوليو، وكان الحبيب بورقيبة هو الرئيس الأول لها.
لم تحصل الجمهورية التونسية على استقلالها بشكل سهل وإنما نتج ذلك بعد القيام بالثورة، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية ضعفت الدولة الفرنسية بشكلٍ كبيرٍ، واستطاعت الشعوب وضع نفسها على خارطة حرية تقريرها لمصيرها، فوعدت فرنسا الشعب التونسي منحه الاستقلال عام 1952م إلّا أنها لم تصدق، فنتج عن ذلك الثورة المسلحة عام 1954م، حيث نتجت بسبب التضخم والبطالة والفساد وكبت الحريات السياسية وحرية التعبير، واضطرت فرنسا أن تجلس على طاولة المفاوضات عام 1955م ونتج عنها إقرار حكومة منداس فرانس بالاستقلال الداخلي ثمّ اعترفت باستقلالها التام عام 1956م.
استطاع بورقيبة أن يُجري الكثير من الإصلاحات في بداية سيطرته على الحكم، منها أنّه أصدر مجلة الأحوال الشخصية التي منعت تعدد الزوجات، ووحّد القضاء وأعطى المحاكم حق النظر في طلبات الطلاق، كم ضمّ التعليم الديني إلى التعليم العمومي ليصبح مجانياً وإلزامياً، وقام باستحداث البنك المركزي الذي أوكل إليه مهمّة صك العملة الجديدة لتونس وغيرها من الإصلاحات، ثم تم انتخاب بورقيبة كرئيس رسمي للبلاد لمدة خمسة سنوات.
أخلت فرنسا آخر جنودها من تونس عام 1963م بعد مباحثاتٍ دبلوماسية، واستمرّت حكومة بورقيبة بالإصلاحات والنهوض بالدولة من جميع الجهات إلّا أنه في الثمانينات بدأت الأوضاع تتغيّر نحو الأسوأ، فظهرت الاحتجاجات والمظاهرات نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب، واستطاع زين العابدين بن علي أن يصل إلى الحكم بعد تنحية بورقيبة في ليلة السابع من نوفمبر عام 1987م، واستمرّ في الحكم حتى عام 2011م عندما هرب من البلاد بعد احتجاجات الشعب الكبيرة ضده.