تاريخ الحرب العالمية الأولى

تاريخ الحرب العالمية الأولى

تاريخ الحرب العالمية الأولى (2)

الحرب العالمية الأولى
عاش العالم حربين عالميتين استهلكت كلّ قواه ومدخراته البشريّة والصناعيّة؛ وخلّفت وراءها دماراً شاملاً احتاج لسنوات كثيرة حتى يستعيد قوّته بعد كل الخسائر التي تكبّدها. قامت الحرب العالميّة الأولى في عام ألف وتسعمئة وأربعة عشر ميلادي، أما الحرب العالميّة الثانية فكانت في عام ألف وتسعمئة وتسعة وثلاثين ميلادي، وفي مقالنا هذا سنتعرّف أكثر على تاريخ الحرب العالميّة الأولى، وأسبابها الحقيقيّة، والخسائر التي خلّفتها هذه الحرب.
ما هى اسباب الحرب العالميّة الأولى
كان السبب المباشر في اندلاع الحرب العالميّة الأولى اغتيال وليّ عهد النمسا “فرانز فرديناند” وزوجته في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك على يد الطالب الصربيّ غافريلو برينسيب، وذلك في الثامن والعشرين من شهر حزيران في عام ألف وتسعمئة وأربعة عشر ميلادي. على الرغم من أنّ هذا السبب المباشر لاندلاع الحرب لكنّه ليس السبب الأساسي والحقيقيّ، فهناك ما هى اسباب أخرى كثيرة كانت السبب في وقوع حرب عالميّة دخلت فيها أطراف كثيرة؛ ومنها: توتر العلاقات الدوليّة بين كبرى الدول كأزمة البلقان. الصراع الألمانيّ الفرنسيّ على الحدود المشتركة بينهما. زيادة المنافسة الاقتصاديّة والتجاريّة بين الدول العظمى لمحاولة السيطرة على نفوذ العالم، والسيطرة على الأسواق العالميّة لتصريف الفائض الماليّ والصناعيّ إليها. وضع اليد على المواد الأوليّة واستغلال ثروات الدول الفقيرة. دخول بعض الدول الأمبرياليّة في تحالفات عسكريّة وسياسيّة كان له أثر كبير في هذه الحرب، ممّا كان له التأثير ونتائج الواضح في سباق التسلّح الذي سارعت إليه الدول العظمى آنذاك.
تاريخ سير الحرب العالميّة الأولى
بعد اغتيال وليّ عهد النمسا أعلنت النمسا الحرب على صربيا بعد شهر من الحادثة، وآنذاك بدأت الدول الأوروبيّة تتحالف فيما بينها، حيث ناصرت روسيا صربيا وأعلنت الحرب إلى جانبها، وفي المقابل أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا، وفي البداية تشكّلت مجموعتان أساسيّتان هما: قوات التحالف “الوفاق الثلاثيّ” بقيادة بريطانيا، ودول المركز بقيادة ألمانيا، ومع الوقت زاد عدد الدول المتحالفة مع الدولتين لتصبح الحرب عالميّة. استمرّت هذه الحرب لمدّة أربعة أعوام، زاد نطاق الحرب فيها من أوروبا إلى كلّ بقعة في الأرض، وفي العامين الأولين من الحرب شهدت أوروبا حرب الحركة وحرب الخنادق، وكانت الدول الأوروبيّة تشهد معارك شديدة بين الجيوش المتقاتلة واستخدموا فيها الدبابات والطائرات، واعتمدوا على الخنادق في حماية أنفسهم. استطاعت ألمانيا أن تحقّق النصر في بعض المعارك ضد قوات التحالف في عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر، وهزموا الروس في معركة “جورليس تارناو”، واحتلت بولندا، ولتوانيا، وقطعت خطوط التواصل بين الجيوش الروسيّة، كما واستطاعوا أيضاً إخضاع البلقان لسيطرتهم، وبذلك جنّدت جيوشها الألمانيّة بالتعاون مع الجيش النمساويّ لخوض الحرب ضد صربيا، وألحقوا بهم هزيمة كاسحة. ازدادت حدّة المعارك في عام ألف وتسعئمة وستة عشر، وحدثت معركة فردان والسوم التين – اللتان دامتا لعدّة أشهر – بين فرنسا وألمانيا، حيث نجح الفرنسيون في قهر الجيش الألمانيّ وإجبارهم على التراجع، والقضاء على جيشها. قد كان العامل الأساسيّ في تغيير مجرى الحرب لصالح قوات التحالف دخول الولايات المتحدة الأمريكيّة معهم بنفس العام، حيث خاضوا حرب الغوّاصات بين الأسطول الألمانيّ والإنجليزيّ والتي عرفت بحرب جاتلاند، ولكنّ الألمان نجحوا في هذه الحرب واستطاعت روسيا أن تخرج من الحرب نهائيّاً، كما أنّ التعاون الإنجليزيّ الأمريكيّ فيما بعد كان السبب في هزيمة الألمان أمام الإنجليز، وبحلول عام ألف وتسعمئة وتسعة عشر استسلمت ألمانيا وخسرت الحرب.

m2pack.biz