وفي المجموعة التالية المتاحة من سجلات الأراضي ، والتي كانت تغطي العام 1857 ، كان واضحاً أن علي حرب قد توفي ، في حين ورد اسم أحمد حرب ـ أخوه على الأرجح ـ وبحوزته تسعة فدادين كما ذكر اسما حسن محمد حرب وخضر حرب على ظهر السجل وبجوارهما تقييم الضرائب المقدرة عليهما في حين لم تذكر أي مساحات من الأراضي بحوزتهما . وفي المجموعة التالية من السجلات ، والتي كانت للعام 1875 ، كان بحوزة أحمد حرب تسعة فدادين وستة أفدنة بحوزة خضر حرب في حين كان بحوزة حسن حرب أكثر قليلاً من الفدان . وهكذا فإن ممتلكات العائلة من الأراضي كانت تتراوح بين ثمانية وتسة عشر فداناً بين عامي 1845 و 1875 . وبينما لم تمكن هذه المساحة العائلة من أن تصبح بين العائلات المرموقة في القرية ، فإنها قطعاً سمحت لأفرادها أن يكونوا من بين قاطنيها ذوي الاعتبار .

وبمحاولة سبر أغوار التركيبة الاجتماعية لقرية ميت أبو علي ، تتكشف لنا بعض القوى التي ساعدت فيما بعد على تشكيل شخصية طلعت حرب . فكما كان عليه الحال في بقية قرى مصر ، كانت ميت أبو علي واقعة تحت نظام الضرائب الزراعية خلال مطلع القرن التاسع عشر . وفي حين كان بمقدور أعيان قرى صعيد مصر التمتع بقدر أكبر من النفوذ ، لم يكن الحال كذلك في الدلتا وذلك نظراً للصعوبات التي قابلها النظام الحاكم في القاهرة في بسط سيطرته على الصعيد .