وكانت الإشارات الثابتة لبنك مصر في وسائل الإعلام بالمشروع الوطني والممثل لمحاولات مصر لتحقيق استقلالها الاقتصادي دليلاً على الحد الذي كان يتم النظر إليه من منظور وطني . وكما لاحظ المؤرخ المصري المعروف ، عبد الرحمن الرافعي ـ وهو أحد مناصري بنك مصر :
“من الواضح أن إنشاء بنك مصر هو جوهر النهضة المالية والاقتصادية التي بدأت في أعقاب الحرب العالمية الأولى حيث جاء بمثابة النتيجة الاقتصادية للثورة . فالروح العامة التي خلقتها الثورة كانت مسئولة عن مجاح هذه الخطوة ، وهو ما يمكن التأكد منه العودة للماضي القريب . فالتحرك نحو إنشاء بنك وطني بدأ أولاً خلال وقت الثورة العرابية ثم تجدد قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى ـ أي قبل حوالي عشر سنوات من قيام ثورة 1919 ، غير أن هذه الخطوات لم تحظ حينئذ بدعم الأمة بالدرجة التي كانت تضمن نجاحها . . . وهكذا فإن حركة تأسيس بنك وطني فشلت في حشد الدعم الوطني قبل الثورة ، وإن كانت قد حصلت عليه بعدها . وبدون شك ، فإن هذا يمكن إرجاعه للروح العامة للثورة والتي ولدت قوة روحية في قلوب الناس ضمنت نجاح الحركة لتأسيس بنك مصر ” .