كما أن صورة البنك كممثل لمصالح الشعب بأكمله تراجعت تدريجياً ليصبح أكثر التصاقاً بالعناصر الأكثر محافظة من المجتمع المصري ، لاسيما ملاك الأراضي من الطبقة العليا . وإن كان هذا لم يحل دون قيام المصريين من كل الشرائح الاجتماعية بالتعبير عن شعورهم بالفخر حيال إنجازات بنك مصر وشركاته خلال النصف الثاني من عقد العشرينيات من القرن العشرين . إلا أن الجناح الراديكالي من الحركة الوطنية لم يكن شعوره بهذا الفخر ليأت دون انتقاد للتوجه المحافظ للبنك .
وعكس التسوع السريع لبنك مصر ومجموعة شركاته عقد العشرينيات من القرن العشرين علاقات طلعت حرب ومؤسسي البنك القوية مع الأعضاء البارزين من طبقتي التجار وملاك الأراضي . وفيما بين عامي 1923 و 1930 توسع البنك في عملياته فيما وراء مكاتب القاهرة والإسكندرية . ففي عام 1921 افتتح فرعاً بالإسكندرية ، في حين شهد عام 1922 افتتاح فروع في الموسكي ، وهو منطقة السوق التقليدية بالقاهرة ، وروض الفرج وأثر النبي ، وهما مرفأين مهمين بالقاهرة على النيل ، وفي المنصورة ، إحدى أهم المدن التجارية في الأقاليم . وفي 1923 ، افتتح بنك مصر الفرع الذي أصبح أهم مكاتبه في الأقاليم في مدينة المنيا مع مكتب فرعي في مغاغة . كما أسس البنك مراسلاً في دمياط ، وهي مركزت جاري آخر هام في مصر .