وهكذا ، فعلى الرغم من ت حمس الفسلطينيين بصورة أكبر من اللبنانيين والسوريين لفكرة افتتاح فرع لبنك مصر ، فقد كان يعوز بنك مصر ـ فلسطين القاعدة الاقتصادية الصلبة ، فقد كان طلت حرب وسيد كامل وباقي مديرو بنك مصر ينتابهم بلا شك قلق بشأن النفوذ الصهيوني المتصاعد في فلسطين . وأخيراً ، ولعله العامل الأهم في هذا المقام ، أن بنك مصر تمكن من البناء على المؤسسات المالية الموجودة في لبنان ، مثل بنك عز الدين في طرابلس . وكان بنك مصر ـ سوريا ـ لبنان عبارة في الواقع عن مؤسسة مشتركة بين بنك مصر وبنك عز الدين ، والذي كان يضم بدوره عدداً من العائلات السورية واللبنانية المعروفة كعائلات الدواق وأديب وتقلا والسباعي .
وقد أصبح بنك مصر ـ سوريا ـ لبنان مؤسسة ناجحة نسبياً كما تمكن من التوسع في حجم عملياته بافتتاح فرع جديد في حمص . وإن كان قد فشل على الرغم من نجاحه في لعب الدور نفسه الذي لعبه بنك مصر حيث فشل البنك الجديد في تقديم الرعاية الواجبة للصناعة في لبنان . وقد عمل طلعت حرب كاستشاري لمجموعة من رجال الأعمال السوريين ترأسهم شكري القوتلي وساهم من خلا لمنصبه في خلق بعض الصناعات الخفيفة . كما حاول طلعت حرب التوسط في النزاع الذي نشب بين مصر والشام حول التعريفات الجمركية . وعلى الرغم من قيام العديد من المزارعين اللبنانيين بالتعبير عن أملهم في مساعدة البنك الجديد لهم على الخروج بالزراعة في لبنان من حالة الكساد التي كانت تعاني منها ، فإن البنك لم يقم بلعب أي دور مؤثر على الإطلاق في الاقتصادين السوري و اللبناني . وهكذا ، لم يحقق البنك نجاحاً تجارياً كبيراً ، فعلى سبيل المثال ، أوردت بعض التقارير أن البنك كان يخسر نقوداً خلال مطلع ثلاثينيات القرن العشرين .