وقد وضع طلعت حرب تصوراً للشركة بأنها يمكن أن تضطلع بدور كبير في التنقيب عن البترول في العالم العربي ، وهو الهدف الذي كان طلعت حرب حريصاً في عدم الإفصاح عنه بسبب حساسية مسألة النفط في ظل التنافس بين القى الاستعمارة في منطقة الشرق الأوسط . وهذا البعد هو الأقل شهرة من بين أنشطة بنك مصر ، غير أن وجود خطاب بين أوراق طلعت حرب الخاصة يحمل تأشيرة ” سري للغاية ” وكذا المعلومات المستقاة من المدير التنفيذي السابق للشركة يوضح بجلاء أن التنقيب عن البترول وتوزيع المنتجات البترولية في مصر كان موضوعاً هاماً على أجندة بنك مصر في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين . وبالطبع فقد وضعت أزمة عام 1939 نهاية لهذه الخطط .
وفي إشارة أخيرة فيما يتعلق بشركة بيع المصنوعات المصرية ، والتي كانت تعمل على تسويق منتجات مجموعة شركات مصر من خلال 16 محلاً للتجزئة في مصر ، فكانت قد شاركت في عدد من المعارض التجارية في عدة دول عربية أخرى ، خصوصاً في الشام . وقد تم استقبال معرضيها بدمشق والقدس في 1936 على وجه الخصوص ، وكانتا تعرضان منتجات شركة مصر للغزل والنسيج ، بترحيب كبير .
ووفقاً للمعايير المعاصرة ، فإن الحد الذي ذهب إليه انغماس مجموعة شركا مصر في الشئون الاقتصادية العربية ـ العربية غير مبهر . ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن أنشطة البنك تجاوزت بصورة كبيرة مثيلاتها لأي مجموعة مالية في العالم العربي . وعلاوة على ذلك ، فإنه من المهم عدم الالتفات إلى النتائج غير المادية التي ترتبت على هذه الأنشطة . فكما حدث في مصر ، دعمت أنشطة بنك مصر النزعة القومية العربية من خلال استعراض أن العرب يمكنهم تأسيس شركات فاعلة يمكنها منافسة رأس المال الأجنبي . وكان هذا الاعتبار دائم الذكر من قبل طلعت حرب وممثلي مجموعة مصر خلال رحلاتهم في العالم العربي وكذلك خلال زيارة الأعيان العرب للبنك وشركاته في مصر . وبالطبع ، كان القوميون المصريون والعرب محافظين للغاية خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين ولم يحاولوا القيام بأي عملية راديكالية لإعادة توزيع القوة السياسية أو الاقتصادية في مجتمعاتهم .